>> صفحات
خاصة >> رمضان 2011 >>
نصائح لإصلاح البيوت
والمقصود اتخاذ البيت
مكانا للعبادة .
قال الله – عز وجل -: "وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا
لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين" سورة
يونس الآية 87
قال ابن عباس : أمروا أن يتخذوها مساجد .
قال ابن كثير : " وكان هذا - والله أعلم – لما اشتد بهم البلاء من قبل فرعون وقومه،
وضيقوا عليهم، أمروا بكثرة الصلاة كما قال الله تعالى: " يا
أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة" سورة البقرة الآية 153 . وفي
الحديث : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى " .
وهذا يبين أهمية العبادة في البيوت وخصوصا في أوقات الاستضعاف ، وكذلك ما يحصل في
بعض الأوضاع عندما لا يستطيع المسلمون إظهار صلاتهم أمام الكفار . ونتذكر في هذا
المقام أيضا محراب مريم وهو مكان عبادتها الذي قال الله فيه : "
كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا " سورة
آل عمران الآية 37
وكان الصحابة – رضي الله عنهم – يحرصون على الصلاة في البيوت – في غير الفريضة –
وهذه قصة معبرة في ذلك : عن محمود بن الربيع الأنصاري ، أن عتبان بن مالك – وهو من
أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم ، وهو ممن شهدوا بدرا من الأنصار- أنه أتى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ! قد أنكرت بصري وأنا اصلي لقومي ،
فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم ،
وددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى ، قال : فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : " سأفعل – إن شاء الله - " . قال عتبان : فغدا رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم
، فأذنت له ، فلم يجلس حتى دخل البيت ، ثم قال : " أين تحب أن أصلي في بيتك ؟ " قال
: فأشرت له إلى ناحية من البيت ، فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فكبر ، فقمنا
فصففنا فصلى ركعتين ثم سلم . رواه البخاري الفتح 1/519
(من كتاب: 40 نصيحة لإصلاح البيوت -
محمد صالح المنجد)