(5)
أنفق في غير إسراف ولا بخل
أمرنا الله تعالى الناس بأن نحافظ على النعم التي آتانا وأن لا نسرف
في الإنفاق فيها، ومدح سبحانه من يستجيب لذلك فقال (والذين
إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً) والقوام هو الاتزان
وعدم الميل إلى البخل أو الإسراف، وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً في ذلك "كلوا
واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة" يعني من غير تضييع تلك
المباحات أو إنفاقها للمراءاة والمباهاة فقط، وخاصة في الطعام فيقدم لمن لا يحتاجه
ويحجب عمن يحتاجه، وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم (شر
الطعام طعام الوليمة، يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من يأباها).
(6)
أنظر أين تضع صدقاتك
الإسلام يكره التسول ويعتبره من خوارم الكرامة والمروءة حتى إن
السائل ليأتي يوم القيامة وعلى وجهه نقطة سوداء من الخزي، والإسلام أيضا يكره إعطاء
المال لكل من مد يده لأنه يعتبر ذلك من قبيل تضييع المال، فقد قال النبي صلى الله
عليه وسلم "إن الله قد كره لكم ثلاثاً: قيل وقال، وإضاعة
المال، وكثرة السؤال"، ولذلك فالمال أمانة ومسؤولية في يده صاحبه وعليه أن
ينفقه في وجوهه الصحيحة، وعلى من ملك مالاً وأراد أن ينفقه في سبيل الله ابتغاء
الأجر والمثوبة أن يتحرى في صدقته فلا يلقيها في يد كل من سألها لأن ذلك تفريط
وإضاعة للمال.
(7)
قدم الكلمة الطيبة مهما كان الظرف
الفم مخرج للطيب والخبيث، فقدم الطيب وانبذ الخبيث، واعلم أن تلفظك
بالسوء من القول يذهب بصيامك وما لك من أجر، قال النبي صلى الله عليه وسلم "رب
صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"، وقد ضرب القرآن الكريم مثلاً
للكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة بالشجرة الطيبة المعطاءة والشجرة الخبيثة الجرداء،
فقال (أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً
طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تؤتي
أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة
كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار).
(8)
أبناؤك أمانة في عنقك
فعليك أداء حقها عليك.. لا تتوانى عن استغلال كل فرصة لتعليم أبنائك
وتوجيههم وتهذيب سلوكهم، فإنك أنت المسؤول عنهم أمام الله، قال الله تعالى (يا
أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً) ووقايتهم تكون بتربيتهم التربية
الحسنة الفاضلة، وحمايتهم من الوقوع في شرك الإهمال والانحراف، واعلم أن ذلك من أهم
حاجات الأبناء وليس فقط الطعام والشراب واللباس، يقول النبي صلى الله عليه وسلم "كفى
بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت" نعم، إنه من أكبر الإثم أن تفرط بمن تعول،
وهل تفريط أكبر من أن ترى ابنك تائهاً وسط المخاطر ولا ترشده؟!
(9)
زوجتك أحوج إلى محبتك
لم تكن الرجولة قط في امتهان الزوجة والمساس بمشاعرها والنيل من
كرامتها، بل الرجولة في حمايتها وتوفير المعيشة الطيبة لها، وقول الله تعالى (الرجال
قوامون على النساء) إنما هو تكليف لهم ليقوموا على خدمة نسائهم ورعايتهن، لا
ضربهن وإيذائهن، .. لا يصح لعاقل أن يعتبر ضرب الزوجة أمراً مرغوباً فيه شرعاً، فإن
النبي صلى الله عليه وسلم لم تمتد يده على زوجة أو ابن أبداً، وكان يقول مؤنباً من
يفعل ذلك "أما يستحي أن يضرب أحدكم امرأته كما يضرب العبد،
يضربها أول النهار ثم يجامعها آخره".
(10)
رعاية اليتامى أجر عظيم
تؤثر بعض النساء التفرغ لأبنائها بعد وفاة زوجها لتربيتهم ورعايتهم
على التخلي عنهم في سبيل الزواج من رجل آخر مجدداً، وهذا أمر مقدر في الدين أيما
تقدير، لما فيه من تضحية في سبيل الأبناء وحمايتهم من الضياع والانحراف، يقول النبي
صلى الله عليه وسلم "أيما امرأة قعدت على بيت أولادها فهي معي في الجنة"، وقال أيضاً
"أول من يمسك بحلق الجنة أنا، فإذا امرأة تنازعني تريد أن
تدخل الجنة قبلي، قلت: من هذه يا جبريل؟ قال: هي امرأة مات زوجها، وترك لها أولاداً،
فأبت الزواج من أجلهم".
(11)
استفد من وقتك
لا تجعل نفسك أسير انتظار الوقت أن ينتهي حتى يعين موعد الإفطار،
فإن هذا تفريطاً بدقائق ثمينة، استغلها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في العمل
الصالح ونشر كلمة الحق والخير، ولقد وقعت أهم الأحداث الكبرى في رمضان، كغزوة بدر،
وفتح مكة وغيرهما، رمضان لم يكن للتكاسل بل للعمل والإنجاز، إن الإيمان الذي يدعو
إليه الدين الإسلامي ليس إيمانا ذهنيا مجردا ولا إيمانا خاملا سلبيا، ولذلك تجد
القرآن يقرن دائما الإيمان بالعمل الصالح، لأنه ثمرته اللازمة ونتيجته التي لا تنفك
عنه، فإذا تخلف عنه انتفت عنه حقيقة الإيمان (الذين آمنوا
وعملوا الصالحات).
(12)
ليكن التعاون وخدمة الآخرين عنواناً لنا
يتثاقل بعض الناس من خدمة الآخرين، ويتأففون من استعانة غيرهم بهم،
وما علموا أن ذلك واجب عليهم خصوصاً إذا كانوا في موقع الوظيفة والعمل المأجور
مالياً.. يجب على الجميع العلم والإيمان بأن خدمة الناس كانت وما زالت من أقدس
الأمور التي يقوم الأفراد بها، بل واعتبرها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ذلك
بمرتبة تفوق مرتبة العبادة، إذ قال "لئن تمشي في حاجة لأخيك،
خير لك من عبادة أربعين سنة"، وقال أيضاً "إن الله في
عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".
(13)
كن جواداً بالخير في رمضان
جُد على من حولك من المحتاجين وجد على من تعرف من الأيتام والأرامل
والضعفاء والمساكين، وخاصة في رمضان شهر المواساة والإحسان، فقد كان النبي صلى الله
عليه وسلم جواداً وكان أجود ما يكون في رمضان، كان كالريح المرسلة، وكان يعطي كمن
لا يخشى الفقر، وكان يقول "الساعي على الأرملة والمسكين
كالمجاهد في سبيل الله".
(14)
الانتحار قتل للنفس بغير حق
الانتحار أمر مخالف للشرع لأنه رفض للحياة التي وهبها الله تعالى
لخلقه، وهروب من امتحان الدنيا الذي لا بد أن يخضع له الناس، وقد اعتبر الإسلام
الانتحار من كبائر الذنوب، وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن المنتحر يعاقب في
الآخرة بمثل ما قتل به نفسه في الدنيا، فقال "مَن تردى من
جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن تحسَّى
سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن
قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها
أبداً"، وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على المنتحر كرهاً لما فعل
وزجراً لغيره أن يفعل بمثل فعله.
(15)
قذف المحصنات
منع الإسلام رمي المرأة بأية تهمة تغمز في شرفها، وعدَّ مجرد
التلويح بها جريمة حدٍ سماها القذف، وأوجب على من تلبس بها العقوبة في الدنيا
والعذاب العظيم في الآخرة، فقال الله تعالى في سورة النور (إِنَّ
الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).. فضلاً عن ذلك فإنه لا
يجوز لأحد أن ينصب نفسه قاضياً ويصدر أحكام القتل على النساء بما يسمى جرائم الشرف،
لأن الإسلام أوضح طريق إثبات الجرائم والجهة المخولة به، ومنع العقوبة إن أحاطت
بالجريمة أية شبهة فقال صلى الله عليه وسلم "ادرؤا الحدود
بالشبهات".
(16)
الأطفال أحباب الرحمن
وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذين لا يرحمون الصغار بأنهم سيحرمون
من رحمة الله تعالى، فقال صلى الله عليه وسلم لمن امتنع عن تقبيل أولاده "وما
أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة.. من لا يرحم لا يرحم"، وحرم قتلهم أو
الاعتداء عليهم لأي سبب كما تفعل بعض المجتمعات الظالمة قديماً وحديثاً، فقال تعالى
(ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم
كان خطئاً كبيراً) حتى إن الآية قدمت رزق الأبناء على رزق الآباء ردعاً لهم
وانتصاراً لأطفالهم، وقد وصف الله تعالى من يتعرض لأبنائه بالقتل بأنه خاسر سفيه
افترى على الله وضل وما اهتدى، فقال سبحانه (قد خسر الذين
قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما
كانوا مهتدين).
(17)
الابتسامة مفتاح القلوب
الابتسامة تريحك وتريح غيرك فبادره بها، ولا تقابل أحداً بوجه عبوس،
فإنها دعوة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إذ قال "لا
تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"، ولأن رمضان شهر الخير
والعمل الصالح وشهر الحسنات والمسرات فاجعل الابتسامة على محياك دائماً لتكسب قلوب
الآخرين ومحبتهم، وتكسب رضا الله محبته، قال صلى الله عليه وسلم "ابتسامتك
في وجه أخيك صدقة".
(18)
لجارك عليك حق
رعاية الجار وصون حقوقه، بل وتفقد أحواله، تعتبر من الواجبات
الملزمة لكل امرئ منا، وقد شدد الإسلام على ذلك كثيراً، فقال صلى الله عليه وسلم "ما
زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، ولأن الأمر ليس يحمل على
الاستحباب والترغيب فقط، فإن المسلم يتحمل وزر حال جاره إن أهمله فلم يوله عنايته
ويعرف أخباره ويمد له يد العون إن احتاجه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك "من
بات وجاره جائع فقط برئت منه ذمة الله".
(19)
الوقف صدقة جارية خيرها متصل
أن تتبرع بعقار كبناء أو قطعة أرض لست بحاجة إليه لصالح وجه من وجوه
الخير فهو بمثابة مشروع مضمون النجاح، لأنه صدقة جارية لا تزال تدر عليك الأجر الذي
لن ينقطع حتى بعد موتك، ولا تزال تنفع المحتاجين تلو المحتاجين بها وكأنها نهرٌ من
خير جارٍ، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أن يوقف
أرضه فقال له "إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها، غير أنه لا
يباع أصلها ولا يبتاع ولا يوهب ولا يورث"، فهي خالصة لوجه الله تعالى.
(20)
النساء شقائق الرجال
الذكر والأنثى خلق الله تعالى وهو سبحانه يخلق ما يشاء، قال في محكم
تنزيله (يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء
الذكور) وقدمت الآية الإناث على الذكور إشارة إلى تساويهما في الخلق
والتكليف، واستفزازاً لعقول الجاهليين التي اعتادت تقديم الذكر على الأنثى تعسفاً..
إنه لا يجوز بحال ظلم البنات ولا غمطهن حقوقهن، فإنهن المؤنسات الغاليات كما قال
أشرف الناس محمد صلى الله عليه وسلم، وقد وصى بهن صلى الله عليه وسلم بقوله "من
كانت له أنثى فلم يهنها ولم يؤثر ولده عليها إلا أدخله الله الجنة".
(21)
اتقوا الله في المواريث
المال مال الله تعالى، وقد شرع الطريقة المثلى لتناقله بعد موت
صاحبه، وما عرف الناس نظاماً أعدل من نظام المواريث الذي شرعه الله تعالى والذي
يضمن حقوق الورثة بلا محاباة أو إهمال لبعضهم دون بعض، يقول الله تعالى (للرجال
نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل
منه أو كثر نصيباً مفروضاً) والنصيب المفروض أي المقدار المحدد من قبل الله
تعالى والذي لا يجوز مخالفته، ولذلك لا يحق لأحد أن يأكل حق أحد، أو يمنعه إياه
بأية طريقة كانت غصباً أو سرقةً أو حياء.
(22)
المودة والرحمة أساس الأسرة
بنى الإسلام الأسرة على أساس المودة والرحمة، والمودة هي المحبة،
فإن فقدت فلا أقل من الرحمة بين الزوجين، إنها قاعدة مهمة من قواعد النظام
الاجتماعي الأسري في الإسلام، يقول الله تعالى (ومن آياته أن
خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات
لقوم يتفكرون)، ووصى الأزواج بأن لا ينسوا المعروف حتى وإن وصلت العلاقة
بينهم إلى الفرقة، احتراماً لجميل الأيام ووفاء لما كان فيها بينهم من علاقة سامية،
قال الله تعالى (وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم
لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح وأن تعفوا
أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم).
(23)
صيام الأطفال تربية لا تكليف
لا تجبر أطفالك على الصيام إن كانوا لا يطيقونه، فإن الطفل ما زال
ينمو وجسده بحاجة إلى الغذاء، فإن أطاقوه وهم أبناء سبعة أعوام أو أكثر فأمرهم به
أمر تربية وتوجيه لا أمر تكليف فإنهم غير مكلفين لعدم بلوغهم، وأما قول النبي صلى
الله عليه وسلم "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع
واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع"، فالمقصود منه ضرب
التأديب لا ضرب العقوبة، والفرق بينهما هو الألم، فإن ضرب التأديب رمزي لا حقيقي.
(24)
وبالوالدين إحساناً
نهى الله تعالى عن الشرك به سبحانه، وقرن ذلك بأمر الإحسان للوالدين
بما يدل على عظم هذا الأمر وأهميته، فقال سبحانه (وقضى ربك
ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً)، وقد جاء الأمر بالإحسان إلى
الوالدين عقب الأمر بوجوب إخلاص العبادة لله في آيات كثيرة منها قوله تعالى (قُلْ
تَعَالَوا أَتْلُ مَا حَرمَ رَبكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)، وكما جُعل وجود الوالدين نعمة لمن رعاهما
وبرهما جُعل نقمة لمن تغافل عن ذلك وقصر فيه، فقد قال النبي الكريم صلى الله عليه
وسلم "ويل لمن أدرك أبويه أحدهما أو كلاهما ولم يدخل بهما
الجنة".
(25)
أهل بيتك أولى بإحسانك
بعض الرجال لا يظهر لطفه وإحسانه إلا خارج بيته، أما في داخل بيته
فهو شديد غليظ، لمثل هؤلاء نقول: إنه ليس من الإيمان ولا من الأخلاق أن تكون لطيفاً
كريماً بسَّاماً خارج بيتك، وصخاباً سباباً عبوساً في داخله.. يقول النبي صلى الله
عليه وسلم "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم
خياركم لنسائهم خلقاً"، وقال "خيركم خيركم لأهله".
(26)
التعاون في البيت واجب
مساعدة الزوج لزوجته في أعمال البيت إنما هو تأسٍ بالنبي الكريم
محمد صلى الله عليه وسلم، وشعور رقيق مع أهله، وقدوة حسنة لأبنائه.. وقد سئلت
السيدة عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت:
كان يكون في مهنة أهله، تعني في خدمة أهله، فإذا حضرت الصلاة
خرج إلى الصلاة.. رواه البخاري.. وفي رواية قالت: كان
صلى الله عليه وسلم يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم.
(27)
علاقة تامة مع الأم ومع الزوجة
توقير الأم والإحسان إليها واجب، كما أن محبة الزوجة واحترامها حق
لها أيضاً، فكما أن الأم أحق الناس بحسن الصحبة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
عندما سئل: من أحق الناس بحسن
صحابتي فقال "أمك" ثلاث مرات، ثم قال "أبوك"، فإن الزوجة أولى الناس بالرفق
والإحترام مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم "خياركم خياركم
لنسائهم".. وعلى الزوج العاقل أن يجعل علاقته بأقرب الناس إليه من الوالدة
والزوجة علاقة منسجمة متوازية من غير تجاذب ولا معارضة، حتى يعطي لكل حق حقه.
(28)
اغتنم الوقت فأنت محاسب عليه
يقول النبي صلى الله عليه وسلم "نعمتان مغبون
فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" يعني مخدوع فيهما، فهو يبطئ في عمله
واستغلال فراغه ظاناً أن الوقت طويل، ولكنه يفاجأ بعد ذلك بانقضاء الزمن عنه وهو
مكانه لم يفعل شيئاً، ولذلك يدعو النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر إلى
المبادرة بالاستفادة من خمسة أمور.. أربعة منها لها علاقة ماسة بالوقت بل الوقت هو
محورها الرئيس، فيقول صلى الله عليه وسلم "اغتنم خمساً قبل
خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل
فقرك".
(29)
خير الزواج أيسره
يؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم بأن نجاح الزواج وتحقيقه السعادة في
ظلاله أمر لا يعتمد على كثرة المهر فيه أو على المبالغة في الإنفاق عليه فيقول "خير
النكاح أيسره" ... "خير الصداق أيسره" ويأمر
عليه الصلاة والسلام إلى تقليل المهور وربط الأمر بالبركة وليس بمقدار ما دفع فيه
من مال، فيقول "أكثرهن بركة أقلهن مهراً"، وعلى
الصعيد العملي فما بالغ رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب المهور ولا إعطائها،
وكان يقول تسهيلاً على طالب الزواج "التمس ولو خاتماً من
حديد".
(30)
الرحم وصية الله إليك
رمضان فرصة لإعادة بناء العلاقات الطيبة مع الأقارب والأرحام، وقد
أمر الله تعالى بصلة الرحم وجعله من علامات التقوى فقال سبحانه (واتقوا
الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً)، وتوعد الله تعالى
بالقطيعة لمن قطع رحمه وبالوصل منه لمن وصل رحمه، فقد جاء في الحديث الشريف:
إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من
القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؛ قالت: بلى، قال: فذلك
لك، ولصلة الرحم بركات كثيرة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "من
سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه".