>> صفحات
خاصة >> رمضان 2009 >>
مشاركات رمضانية
بسم الله والصلاة والسلام على أفضل المرسلين سيدنا محمد -صلى الله
عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد
أتمنى أن تصل كلمتي هذه من القلب إلى القلب
وأن تكون خفيفة على أسماعكم ... وسبباً في انشراح صدوركم
ما جعلني أفكر في كتابة هذه الكلمات هم الفضوليون الذين كثيرا ما نجدهم في مجتمعنا
هؤلاء لا همَّ لهم سوى شؤون غيرهم وما حصل مع فلان وما سيحصل مع علان
ولماذا أعطى الله تعالى فلان بيتا ولم يرزق فلانا سيارة
ولماذا حليمة لم ترزق زوجاً ولماذا سليمة لم تنجب عيالاً
أسئلة كثيرة غالبا من يجرؤ على سؤالها لا تشعر بأنه يسألها خوفا عليك أو على راحتك
وإنما لأجل الفضول واللذة التي يشعر بها حينما يستطيع معرفة شيء عن حياتك ربما لا
تود الإعلان عنه لسبب أو لآخر
ومن هنا.... جالت في خاطري أفكار عديدة وأحببت أن أشارككم بها
.
.
.
الله سبحانه وتعالى خلقنا لهدف وحكمة ولم يخلقنا عبثا حاشاه
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ
إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) سورة المؤمنون
وكل إنسان منا خلق لحكمة وهدف ولأجل رسالة يؤديها
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
(56) سورة الذاريات
وليس لأجل الحصول على الأموال أو البيوت أو السيارات
وليس لأجل أن يتزوج أو ينجب أو يعمل في منصب ما
كل هذه الأمور إنما هي وسائل يهيئها الله تعالى لمن
يشاء من عباده
وهو تعالى أعلم بما يصلحنا واعلم بالوسيلة الأفضل لتي تعيننا على تحقيق رسالتنا في
الحياة وتأديتها على اكمل وجه
فإن كان تأدية هذه الرسالة يقتضي أن يصبح الإنسان ثرياً
مثلا ليخدم الدين بماله ويكون عوناً لكل محتاج
فعندها الله سبحانه وتعالى سييسر هذا المال له ليكون وسيلة لا غاية تعينه على تادية
رسالته
إن كان الزواج - وخصوصا للفتاة - سببا ووسيلة في
صلاحها وإعانتها على تأدية رسالتها في الحياة التي خصها الله بها ..
فعندئذ سييسر الله تعالى لها الزواج بعلمه وتقديره
إن كان إنجاب الأبناء سيساعد فلان من الناس على أن
يؤدي رسالته في الحياة على أكمل وجه فسييسر له الله تعالى ذلك
وربما كان منعُ الله تعالى هذه الوسائل عن بعض عباده أصلح لهم وأكثر ملاءمة
لرسالتهم مما لو حصلوا عليها ....
وربما أيضا حتى لا ينشغلوا بها عن الهدف الأسمى والأكبر من وجودهم على الأرض
فلماذا إذن ينظر الكثير من الناس إلى هذه الوسائل أو الأسباب الدنيوية على أساس
أنها هدف وغاية بحد ذاتها.
ولو لم يحصل عليها يسخط ويغضب؟؟
وإن أعطاه الله تعالى إياها يظل ليلا نهارا يفكر كيف أن فلانا لم يرزقه الله تعالى
اياها وربما يشفق عليه أو يصبح لديه فضول لا معنى له
ويبحث في الأسباب التي منعت عنه هذه الأسباب الدنيوية
هذه الدنيا ملك لله تعالى يرزق ما فيها لمن يشاء ويمنع ما فيها عمّن يشاء
لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)
سورة الانبياء
ولذلك إذا ما واجهتم مثل أولئك الفضوليين فأخبروهم بأن الدنيا ليست ملكا لأحد وأننا
هنا لتحقيق غاية يريدها الله تعالى
لا لقضاء الوقت وإشغال التفكير في محاولة الحصول على أكبر قدر ممكن مما في
هذه الدنيا
بل إذا رزقهم الله تعالى شيئا فليحمدوه عليها وليأدوا حق شكره على نعمه لئلاّ
يحرمهم منها مرة أخرى ...
وإذا منعهم عنها فليبحثوا عن الأسباب والوسائل الأخرى التي هيئها الله تعالى لهم
ليؤدوا رسالتهم في هذه الحياة الفانية
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ
أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ
الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101)
سورة المائدة
وأخيرا أقول لهم: لا تتعبوا أنفسكم بالتفكير عن غيركم
ودعوا الخلق للخالق
والحمد لله رب العالمين
أختكم همسة