الرياء

 

>> صفحات خاصة >> رمضان 2009 >> كيف تقلع عن المعاصي

قال الله تعالى مخبراً عن المنافقين:
"يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا" وقال الله تعالى: "فويل للمصلين* الذين هم عن صلاتهم ساهون* الذين هم يراؤون* ويمنعون الماعون"
وقال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس" الآية، وقال الله تعالى: "فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً" أي لا يرائي بعمله.

و"عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد في سبيل الله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما فعلت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جريء، وقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى أقي في النار. ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتى به فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال هو عالم، وقرأت ليقال هو قارىء، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار" رواه مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم: "من سمع سمع الله به، ومن يرائي يراءى به". قال الخطابي معناه من عمل عملاً على غير إخلاص إنما يريد أن يراه الناس ويسمعوه جوزي على ذلك بأنه يشهره ويفضحه، فيبدو عليه ما كان يبطنه و يسره من ذلك، والله أعلم.
وقال عليه الصلاة والسلام: "اليسير من الرياء شرك". وقال صلى الله عليه وسلم: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فقيل: وما هو يا رسول الله؟ قال الرياء "يقول الله تعالى يوم يجازي العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءونهم بأعمالكم فانظروا هل تجدون عندهم جزاء،

وقيل في قول الله تعالى: "وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون" قيل: كانوا عملوا أعمالاً كانوا يرونها في الدنيا حسنات بدت لهم يوم القيامة سيئات، وكان بعض السلف إذا قرأ هذه الآية يقول: ويل لأهل الرياء. وقيل: إن المرائي ينادى به يوم القيامة بأربعة أسماء: يا مرائي، يا غادر، يا فاجر، يا خاسر، اذهب فخذ أجرك ممن عملت له فلا أجر لك عندنا. وقال الحسن: المرائي يريد أن يغلب قدر الله فيه هو رجل سوء، يريد أن يقول الناس هو صالح، فكيف يقولون وقد حل من ربه محل الإردياء؟ فلا بد من قلوب المؤمنين أن تعرفه. وقال قتادة : إذا راءى العبد يقول الله: انظروا إلى عبدي كيف يستهزىء بي.

وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه نظر إلى رجل وهو يطأطى رقبته، فقال: يا صاحب الرقبة إرفع رقبتك، ليس الخشوع في الرقاب إنما الخشوع في القلوب. وقيل: إن أبا أمامة الباهلي رضي الله عنه أتى على رجل في المسجد وهو ساجد يبكي في سجوده ويدعو، فقال له أبو أمامة: أنت، أنت، لو كان هذا في بيتك! وقال محمد بن مبارك الصوري: أظهر السمت في الليل فإنه أشرف من إظهاره بالنهار، لأن السمت بالنهار للمخلوقين، والسمت بالليل لرب العالمين. وقال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: للمرائي ثلاث علامات: يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان في الناس، ويزيد في العمل إذا أثني عليه، وينقص إذا ذم به.

فنسأل الله المعونة والإخلاص في الأعمال والأقوال والحركات والسكنات إنه جواد كريم.

المصدر: برنامج كيف تقلع عن المعاصي من موقع رحاب القلب.