>> صفحات
خاصة >> رمضان 2009 >>
حتى يغيروا ما بأنفسهم
تدليل الطفل ضار على المدي
البعيد
عادة ما يكون الطفل المدلل محل انتقاد الجميع، ويخشى عليه أن يصبح متعلقًا بوالديه
لدرجة لا يستطيع أن يتخذ أبسط القرارات الخاصة به دون الرجوع إليهما، ويفتقر إلى
الثقة بالنفس والمهارات اللازمة للتغلب على المشكلات اليومية، حيث تشير الإحصائيات
النفسية إلى أن نسبة حالات القلق والاضطرابات السلوكية تنتشر بين الأسر المفرطة في
التدليل أكثر من الحازمة، حيث إن الطفل المدلل على نحو خاص يبدو كثير المطالب،
ويحاول تأكيد ذاته لأنه يريد من الآخرين أن يصغوا إليه، كما أنه لا يميل للمشاركة..
ونظرًا لأنه يحس باهتمام الأسرة به فإنه يستغرق وقتًا أطول في تعلم ما هو مقبول
ومفروض.
التدليل ضار بالطفل وبالوالدين
إن التدليل في سن الطفولة ضار بالطفل وأيضًا بالوالدين على المدى البعيد، مشيرًا
إلى أن الطفل المدلل عندما يشب ويكبر يريد أن تكون طلباته مجابة سواء من والديه أو
ممن هم حوله من الأقرباء والأصدقاء، وبالطبع ليست هذه هي الحياة ً"ليست كل الآمال
يمكن تحقيقها مباشرة، فالكثير منها يحتاج إلى الوقت والجهد، وإن الإنسان المدلل يحب
أن تصل إليه الأشياء" على الجاهز" وهذا أفضل بالنسبة له من أن يتعب ويجد في سبيل
تحقيق أهدافه واحتياجاته، إضافة إلى أنه دائم الاعتماد على والديه حتى في اتخاذ
قراراته، كما أن شخصيته باهتة وغير قيادية وغير ناضجة لا تستطيع أن تتحمل مصاعب
الحياة.
مضار التربية الخاطئة
التربية السليمة في الصغر يجب أن تحمل كل معاني الحب للطفل، وأن يكون العقاب دون
قسوة أو ضرب، كما يجب أن يعرف الخطأ من الصواب وليس كل شيء من طرفه مقبولاً..
فالحزم ضروري دون قسوة.. مع حب الطفل بلا غرض أو سبب. منوهًا إلى أن بعضهم لا يحب
الطفل عندما يسمع الكلام وينفذ كل ما يطلب منه ويضربه عندما يفعل العكس فهذه تربية
خاطئة.
فوائد التربية السليمة
التربية السليمة تعتمد على التعليم والحزم مع الحب في الوقت نفسه، فما هو خطأ.. هو
خطأ يجب أن يعاقب عليه، وما هو صواب.. هو صواب يجازى ويكافأ عليه، ويكون الثواب
والعقاب على قدر الخطأ والصواب دون قسوة أو تدليل.
محاسبة الطفل على عمله
إن الذين عاشوا طفولة طبيعية ربما واجهوا الكثير من الضغوط من جانب الأهل، مؤكدًا
أن الإحصائيات في علم النفس الإكلينكي تشير إلى أن نسبة حالات القلق والاضطرابات
السلوكية تنتشر بين الأسر المفرطة في التدليل أكثر من الحازمة، حيث إن الطفل هنا له
حدود واضحة إلى جانب مسؤوليات معينة، والوالدين اللذين يريدان تهذيب طفلهما يجب أن
يستغلوا الفرصة المناسبة لكي يبينا للطفل الصواب من الخطأ.
تجارب في تدليل الأبناء
وحول تجارب بعض الأسر في تدليل أبنائها تقول ـ موظفة ـ إن لديها طفلين الفارق
بينهما خمس سنوات، ويحلو لطفلها الصغير اللعب بالألعاب الخاصة بأخيه الأكبر رغم أن
ألعابه أكثر وأحدث، وهو ما يجعلها تطالب أخاه بأن يعطيه كل ما يطلبه من ألعاب حتى
يتوقف عن البكاء خصوصًا بعد رجوعها من الدوام وإرهاق العمل، وتضيف أن والده يؤيدها
في هذا التصرف، بل يعده بشراء لعبة له في المساء دون النظر إلى أخيه الطفل الأكبر،
وتتابع: بعد مرور السنوات فجأة وجدنا طفلينا الاثنين بعيدين بعضهما عن بعض، وإن حب
التملك والأنانية يسيطر عليهما بشكل فاضح وهو ما جعلنا نندم كثيرًا على هذا الخطأ
الكبير.
نخشى عليه في المستقبل
وقادت الظروف أحد الأمهات إلى تدليل ابنها الذي أنجبته بعد عشر سنوات من زواجها،
فبالغت في توفير جميع طلباته مهما كان ثمنها، وتقول إنه الآن في المرحلة الثانوية
إلا أنه لا يستطيع القيام بأي عمل داخل المنزل أو خارجه. ويريد أن يكون الأكل
جاهزًا على المائدة بمجرد وصوله من المدرسة، وأن تكون غرفته جاهزة للنوم أيضًا دون
مراعاة لوالديه، كما أن أحلامه في امتلاك الأشياء الخاصة به تفوق مقدرتنا، وقبل أن
تواصل حديثها صمتت لحظة ثم قالت: "أنا السبب، لقد جنيت عليه، والآن نخشى عليه في
المستقبل".
الحزم أفضل من التدليل
وتشير (ربة منزل) إلى أنها تعتقد أن التربية الحازمة للطفل في مراحله الأولى أفضل
من التدليل، منوهة إلى أن لديها ابن أختها وهو وحيد بين أربع من البنات يعتبر
حاليًا ـ بالرغم من أنه في سن التاسعة عشرة ـ شخصًا غير مفيد للأسرة والمجتمع، لأنه
يتصف بالأنانية والاتكالية والحقد حتى مع أخواته وبقية أقاربه، ومن ثم أصبح شخصًا
معزولاً وغير محبوب حتى من أقرب الأقربين إليه.
منقول.