>> صفحات
خاصة >> رمضان 2009 >>
خواطر رمضانية
ها قد مرت الأيام سراعاً كعادتها وانتصف الشهر الفضيل..
جرت دقائقه في نهارات وليالٍ مترعة بالبركة وعابقة بفيض الرحمات
أبواب الخير مفتوحة على سعتها والشياطين مصفدة
مائدة الرحمن عامرة والفائز من يسارع فيغتنم منها ويتزود من خير زاد (التقوى)
فرصة ذهبية بل أغلى .. لا تتكرر إلا مرة في العام..
وأمام كل هذه الظروف الميسرة للتوبة والإنابة والبدء بعهد جديد من الطاعة والالتزام
فما بالك تقفين هكذا؟؟
الناس حولك يسارعون في الخيرات ويتسابقون في سبلها وأنت لا زلت في غفلتك وتقاعسك؟؟
علام تترددين؟ وإلام تنتظرين؟؟
ألا تغارين ممن حولك؟؟
ألا تخافين الله؟؟ بل ألا تستحين منه وقد أغدق عليك النعم فما ذكرت حتى شكرها؟؟
أم تراك لا زلت تركنين إلى لذة الكسل الزائفة ووهم التسويف الذي لن يقودك إلا إلى
سوء المآل؟؟
بل لعلك تدعين أن الشيطان هو السبب !!
ألم تعلمي أنه مصفد؟ بل ألم تدركي أصلا أن كيده ضعيف ولا سبيل له على عباد الله
المخلصين؟؟
ولماذا تحرمين نفسك أن تكوني منهم؟؟
أفيقي يا نفس وتذكري وقفتك بين يدي الحكيم العليم الخبير الذي يعلم السر وأخفى
أفيقي قبل أن تكوني ممن يقولون ربي ارجعون ..وهيهات هيهات..
هل أنت غبية لدرجة أن تبيعي الجنة ونعيمها الخالد بشهوات دنيوية زائلة لا تعقها إلا
الحسرة والندامة؟؟
تمر بك مواسم الخير وكلمات الوعظ فلا تحرك فيك ساكنا ولا تنبه منك غفلة فهل بلغت
قسوتك مبلغ الحجارة؟؟
لا والله فإن من الحجارة لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية
الله فأين أنت يا مسكينة؟؟
تذكري أخيراً أن باب التوبة لا زال مفتوحاً وشهر الخير لا زال فيه أيام وليالٍ
فانفضي عنك ركام الغفلات
وسارعي إلى باب ربك ذليلة متضرعة اسأليه الهداية والمغفرة..
توبي إليه بصدق وابكي بين يديه بدموع الندم والخشية وثقي أنه سبحانه لا يضيع إيمان
مؤمن ولا يخذل عبدا صدقه
منقول