وأمير المؤمنين اشتكى
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب يشكو إليه زوجته، فلما بلغ بابه سمع امرأته أم
كلثوم ترفع صوتها عليه، فقال الرجل: إني أردت أن أشكو إليه زوجتي، وبه من البلوى
مثل ما بي، فرجع!!.. فدعاه عمر رضي الله عنه، فسأله فقال: إني أردت أن أشكو من
زوجتي فلما سمعت من زوجتك ما سمعت رجعت. فقال عمر: إني أتجاوز عنها لحقوق لها عليّ
أولها: أنها ستر بيني وبين النار فيسكن بها قلبي عن الحرام، ثانيها: أنها خازنة لي
إذا خرجت من منزلي حافظة لي. ثالثا: أنها قصارة لي تغسل ثيابي. رابعا: أنها ظئر (مربية)
لولدي. خامسا: أنها خبازة وطباخة لي. فقال الرجل: إن لي مثل ما لك فما تجاوزت عنها
فأتجاوز عنه ...
وأنت؟!
أفهمتم يا أحباب.!
ولذا فاخفضي له الجناح وتسامحي معه على الهفوة ولا تجعلي من القليل كثير وكثير
وكثير.. وأنت أيها الزوج.. أحذرك مما حذرك به صلى الله عليه وسلم: "أن
من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله وإن من الخيلاء ما يحب الله ومنها ما
يبغض الله فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة على الريبة. و أما الغيرة التي يبغض
الله فالغيرة في غير الريبة"
.. لأن هذا مدعاة لسوء الظن والتفاف ثعابين الشكوك حول رقبتك.. ولذا قال علي بن أبي
طالب: "لا تكثر الغيرة على أهلك فترمي بالسوء من أجلك".. فاجلس معها وصارحها مما
تغار منه وهي الأخرى تخبرك بذلك ولا غبار عليكما، فهذه ستفتح لكم نافذة جديدة من
الانسجام والتفاهم..
همسة أخيرة
قال صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب: "ألا أخبرك بخير ما
يكنز المرء؟! المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها
حفظته".. فهل تمتلك هذا الكنز؟! وهل تستحقين أختاه لقب "خير ما يكنز المرء"؟!