النسمة الثانية عشر: أسرة في ظلال الحب 1

 


بينكم مودة ورحمة
عن معاوية بن حيدة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما حق المرأة على زوجها؟ قال: "أن يطعمها إذا طعم، ويكسوها إذا اكتسى، ولا يضرب الوجه ولا يقبح، ولا يهجر الا في البيت".
وتحكيها لكم السيدة عائشة سمعت أصوات أناس من الحبشة وغيرهم وهم يلعبون في يوم عاشوراء فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتحبين أن تري لعبهم؟" قالت فقلت: نعم، فأرسل اليهم فجاؤوا وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين البابين فوضع كفه على الباب ومد يده ووضعت ذقني على يده، وجعلوا يلعبون وأنظر، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حسبك" قلت: لا تعجل مرتين، ثم قال: "يا عائشة حسبك" فقلت نعم، فأشار إليهم فانصرفوا. صحيح ... فما أحلى هذا السكن وما أجمل تلك المودة..
هكذا فلتكن الحياة ولكي يدوم الصفاء والنقاء وتهنؤوا في الشدة والرخاء فتعلموا من صاحب القدوة.. فهكذا تكون المودة والمحبة، هكذا روح المزاح والتفاهم لا رفع الصوت، لا استعمال الشدة في غير وقتها، لا للغضب بلا سبب، لا للتشدد غير المشروع.. ولكي لا يفهم الرجل أنني أقلل من شأنه فاسمع قوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".
ولذا فهي حياة ذو طابع خاص، فمهما كشرت المشاكل عن أنيابها، ومهما تدفق دخان الغضب بينكم، فلا تتناسوا لحظات السعادة والمودة.. واسمعوا من أعرابية تصف زوجها حين مات: "والله لقد كان ضحوكا إذا ولج (دخل)، مسكينا إذا خرج، آكلا ما وجد غير مسائل عما فقد".. لا يعلم الجيران والأهل الصغيرة قبل الكبيرة.

نداء ورجاء
أيها الأزواج: اجعلوا من هذا الشهر بداية لحياة جديدة وروح جديدة وتعامل جديد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينادي عائشة "عويش" فاستعمل مع زوجتك اسم تدللها به.. وهي كذلك.. تمام؟! واجتمع مع زوجتك بعد الإفطار وتذكروا أول لحظات حياتكم وأهدها بهدية وأنت أختاه كذلك، واتفقوا اليوم على عبادة تؤدياها معا.
الله سائل كل راع يقول صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها..، والرجل راع في مال أبيه وهو مسؤول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"
ولأنك ستحاسب على فعل زوجتك وأولادك.. وأصبحت أمانة ثقيلة في عنقك، فإذا إحتد النقاش بينكما فاهدأ وكن صبورا.. واستغفر الله.. وأنت أختاه اعلمي ما يحبه زوجك أن تفعليه حين غضبه وحين سعادته، وكوني بجواره، عندك حاسة الاستشعار عن بعد بطبيعة حاله، وتعلمي فن معاملته فإنما هو جنتك ونارك..