النسمة الثامنة: وبرا بوالديه 2

 


تعلم ولا تتكبر
شكا رجل إلى رسول الله أباه وإنه يأخذ ماله، فدعا به، فإذا شيخ يتوكأ على عصا، ‏فسأله، فقال: إنه كان ضعيفا وأنا قوي، وفقيرا وأنا غني فكنت لا أمنعه شيئا من ‏مالي، واليوم أنا ضعيف وهو قوي وأنا فقير وهو غني ويبخل علي بماله‏، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:" ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى" ثم ‏قال للولد "أنت ومالك لأبيك أنت ومالك لأبيك"

تتعلم ولا تتكبر
- جاء رجل الى الحبيب صلى الله عليه وسلم يشكوه سوء خلق أمه فقال: "لم تكن سيئة الخلق حين حملتك تسعة أشهر" قال: إنها سيئة الخلق، قال: "لم تكن كذلك حين أرضعتك حولين كاملين"، قال: إنها سيئة الخلق، قال: "لم تكن كذلك حين أسهرت ليلها وأظمأت نهارها"، قال: لقد جازيتها، قال: ما فعلت، قال: حججت بها على عاتقي، قال: "ما جزيتها ولو طلقة"

- وهذا أبو هريرة كان إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه فقال : السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيرا، فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيرا.

تتعلم ولا تتكبر
- أما عبد الله بن مسعود فقد طلبت والدته في إحدى الليالي ماء، فذهب ليجيء بالماء، فلما جاء وجدها نائمة، فوقف بالماء عند رأسها حتى الصباح!! فلم يوقظها خشية إزعاجها، ولم يذهب خشية أن تستيقظ فتطلب الماء فلا تجده.
- وحدث هشام بن عروة عن أبيه :أن أبا هريرة رضي الله عنه رأى رجلا يمشي بين يدي رجل.. فقال له: ما هذا منك؟ قال: أبي، قال: "فلا تمش بين يديه، ولا تجلس حتى يجلس، ولا تدعه باسمه"

تتعلم ولا تتكبر
وحكى ابن وهب أن الإمام عبد الرحمن بن القاسم العتقي المصري تلميذ الإمام مالك بن أنس أنه كان يقرأ عليه "كتابه الموطأ" إذ قام قياماً طويلاً ثم جلس.. فقيل له في ذلك.. فقال : نزلت أمي تسأل حاجة.. فقامت و قمت لقيامها.. فلما صعدت جلست.