النسمة الرابعة: إشارات على الطريق 1

 


وجهات نظر:
أيها المسكين: يا من تنقطع عن مطعمك ومشربك وهما حلال كيف لك بالمعصية وهي حرام؟!
يا حبيب رسول الله: فكر معي دورك ليس هين.. لأنك صاحب رسالة فتوقظ الغافل.. وتحرك الخامل.. وتنصح المخطئ.. وتكون سببا في إحياء القلوب.. وتنوير العقول.. وتهذيب النفوس.. وتقويم السلوك وأنت تعلم أن: رمضان.. شاهد لك أو عليك!!

يا أُخيّ: إن تماديت في غفلتك ماذا ستجني؟! أتضيع عمرك في غير طاعة ودهرك كله في إضاعة: يا من جعلت خصمك القرآن وضقت من الصيام، كيف لك بعد ذلك أن تطلب شفاعة العدنان؟!
رب صائم ليس له من صيامه إلا جوعه وعطشه وحظه من السهر والقيام لا شيء لأنه لا ينهى عن أي شيء فكيف له أن ينال أي شيء؟!
وسؤال أخير أين أثار الصيام؟! وأين أنوار القيام؟!

ولا تقنط فالرحمة واسعة؟
يا أيها العاصي: وكلنا ذلك، لا تقنط من رحمة الله بسوء أعمالك.. فكم يعتق من النار في هذه الأيام من أمثالك؟! فأحسن الظن بمولاك وتب إليه.. إذا رجوت العتق في هذا الشهر فأتى بأسباب العتق و ما أيسرها!!

لا تقنطن من رحمة الله     إنما قنوطك منها ذنب أعظم
ورحمته للمذنبين تكرم           ورحمته للمذنبين تكرم

يا واقفا في مقام التحير.. فكر معي هل أنت عازم على التغير؟! سيشهد عليك رمضان بنطق لسانك ونظر عينيك، وسيشار إليك يوم الجمع شقي فلان وسعد فلان، وفي كل لحظة تقرب من قبرك فانظر في نفسك وقدم الخلاص..

يا قلوب عودي
روى أن الله تبارك وتعالى (( إذا أراد ستر عبده كان معه يوم القيامة لا يفضحه على رؤوس الأشهاد.. وقد خاف العبد هذا الموقف العظيم لعلمه بكثرة ذنوبه فيقرأ بعد أن يعطي كتابه بيمينه الوجه الذي فيه السيئات سرا.. ويقول: سبحان الله ليست حسنة واحدة؟..
وتقول الخلائق: سبحان الله وليس في كتاب هذا العبد سيئة واحدة!! فإذا فرغ من القراءة سرا تجلى المولى عليه وأسمعه قولة تشيع في نفسه الرضا (( يا عبدي هذه حسناتك في ظهر كتابك أظهرتها لخلقي وسترت عنهم سيئاتك في الدنيا والآخرة.. يا ملائكتي اذهبوا به فقد رحمته وأدخلته الجنة))
أتجد عذرا بعد كل ذلك .. وإن لم تعد فأنت حر حر حر..