الكنز الثالث: ارتشاف جرعة المحبة:
أخي.. أختاه:
ينبهنا صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس إنه إذا استهل
شهر رمضان فتحت أبواب السماء وأبواب الرحمة وأبواب الجنان، وغلقت أبواب النار،
وسلسلت الشياطين)) صحيح.
أيا غافلا عن فضيلة هذا الشهر اعرف ما أنت فيه، يا كثير الحديث فيما يؤذي احفظ
لسانك، يا مسؤولا عن أعماله اعقل شأنك، تفكر أمرك واستحضر قلبك وانفر في وجه إبليس
وأعوانه وقل وداعا، وكلما كانت البداية معه قوية فالنهاية مشرقة.. وكما تستقبل
رمضان يستقبلك.. وكما أبان ابن رجب ((للمؤمن جهادان جهاد لنفسه بالنهار على الصيام
وجهاد لنفسه بالليل على القيام))
انتبهوا فلا زلنا على أبواب البداية..
أين من كان معكم في رمضان الماضي؟ أين من كان يتردد على المساجد في الظلم؟ أين من
صبر على مشقة الجوع والظمأ؟ أين الذين ارتفعت أصواتهم بالأدعية.. والله خرجت تلك
الجواهر من تلك الأوعية..
الباب مفتوح:
فتحت أبواب السماء.. ليدعوه المقبل بقلب حاضر وذهن متيقظ فيستجيب له..
ويناجيه الغافل فيرشده..
فتحت أبواب الرحمة.. ليأوي اليه المذنب فيغفر له.. ويطرق بابه المقصر
فيسامحه..
فتحت أبواب الجنان.. ليقول لك: هي في إنتظارك فهل ستبادر بحجز مكانك؟
وغلقت أبواب النار.. ليقول لك: لا تخف.. ويحرم جسدك عليها إذا عبدته وأطعت..
وقدمت لنفسك الخلاص.
وسلسلت الشياطين.. حتى يترك لنفسك مع نفسك المجال فتقود زمامها وتهذب خلقها
وتشد رحالها الى ربها..
وكان لله عز وجل عند كل فطر عتقاء من النار ..وكأنه ترداد:
أيها الشاردون عن الله آن لكم أن ترجعوا
إيها الغافلون عن الآخرة آن لكم أن تنتبهوا
أيها الناسون الموت آن لكم أن تدركوا
الباب مفتوح قبل أن يغلق
والفرصة متاحة قبل أن تفوت وفي العمر بقية قبل أن تضيع
وقبل أن تتردد يناشدك السابقون ((من جد وجد.. ومن زرع حصد.. وليس من سهر كمن رقد
والأرباح تحتاج الى وثبة أسد))
فهل ستكون هذا الأسد؟؟ أم ترضى بحياة النعام؟!