الكنز الأول: تؤام الشفاعة
اسمع معي قوله صلى الله عليه وسلم: ((الصيام والقرآن يشفعان
للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه
ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان)) (صحيح: رواه أحمد
والطبراني)
يا إلهي، وهذا شهر اجتمع فيه الاثنان الصيام والقرآن.. وكفب بهما قائدان الى الجنة..
وجعله الله ثلاثة رحمة ومغفرة وعتقاً من النار، فبالرحمة يستقبل عباده العاصين
اللاهين، ومن خلال رحمته وطاعتهم يرحمهمورحمتي
وسعت كل شيء
وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم
حتى يدركوا فيعلموا ثم يخلصوا فينالوا بذلك صك السراح فتعتق رقابهم من النار.
الكنز الثاني: المزاد الرباني
تمتع هذا الفضل ((كل عما ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها
الى سبعمائة ضعف الى ما شاء الله، قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به،
يدع شهوته وطعامه من أجلي. للصائم فرحتان فرجة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف
فمه أطيب عند الله من ريح المسك)) (صحيح: رواه أحمد ومسلم)
ورأي الحكماء واضح (الصيام أعظم مرب للإرادة وهو الكابح لانتفاش الشهوة وأعظم آثاره
شأنا ما يتركه للعبد من مراقبة مولاه فيستطيع أن يمتلك المرء نفسه ويحكم هواه).
فكما أخفى العبد صيامه عن الناس وكان ذخرا بينه وبين خالقه فاختص الله الصيام لنفسه
ليكافأ العبد عليه بنفسه وعلى قدر الاجتهاد تعلو الرتب.. وعلى قدر الإخلاص تنال
السراح.. وعلى قدر الإتقان تنال مرضاة الرحمن.. ونضرب مثالا.. لو كلف أحدنا بعمل
خاص وسيشرف عليه رئيسه في العمل أو أستاذه في الجامعة.. فبماذا سيستلم هذا العلم
والى أي مدى سيكون إتقانه وسعيه وإجتهاده ليؤديه على أكمل وجه؟!
.. فما بالك والرب هو بعظمته الذي سيستلم منك صيامك ويكافئك عليه!!..