النسمة الأولى: لو يعلم الناس... رمضان!!

 


نداء من رمضان:

يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي.. يا شموس التقوى و الايمان اطلعي..
يا صحائف أعمال الصائمين ارتقي.. يا قلوب الصائمين اخشعي..
يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك و اركعي.. يا ذنوب التائبين لا ترجعي..
فما منكم إلا من دُعِي {يا قومنا أجيبوا داعى الله}..
فيا همم المؤمنين أسرعي.. و يا عزائم الرجال إنهضي..
فطوبى لمن اجاب؛ وويل لمن طرد عن الباب ..

لو يعلم الناس!!!

يقول {صلى الله عليه و سلم}: ((لو يعلم الناس ما لهم في شهر رمضان لتمنوا أن تكون السنة كلها رمضان))... لأن النفوس تكل.. والقلوب تمل.. بمرور الزمن وتتابع الأيام.. والعزيمة بين إرتفاع وإنخفاض.. والايمانيات بين قمم وقيعان.. ففاجأ النبي {صلى الله عليه و سلم} الجميع بمقولته هذه...

جدد حياتك:
يا سادة: وهب الله لنا رمضان لتجديد الدماء؛ و بث روح جديدة سامية؛ تعلو بها من أوحال المعصية لنفحات الطاعة.. فلله نفحات و لعل إحداها تصيبنا فلا نشقى بعدها أبدا.. وها هي نفحة أمطرها الله عليك.. وغيث انهمر بين يديك.. وكان الصحابة يرفعون أكفهم "اللهم بلغنا رمضان" قبله بستة أشهر؛ والستة الاخرى "اللهم تقبله منا" ... ولا يغيب عن أذهاننا رجاء الحبيب المصطفى {صلى الله عليه و سلم} "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان".. إذن في الأمر أسرار و أنوار .. وحوافز و مكافآت..

عذرا" رمضان:
وبداية نقدم أوراق معتمدة بين طياتها عبارة تقول "عذرا رمضان"؛ لأن مفهومك عند البعض أصبح تعديلا في مواعيد ملء البطون .. ونسوا هدفك الغالي.. من إرضاء الله و خشيته؛ وتنمية ملكة المراقبة؛ وإيقاظ الضمير...
ولو يعلم الناس ما لهم في رمضان لنفخت في أرواحهم الحماسة؛ و عدم التراخي مهما دعت الدواعي..
لأنه باختصار .. شهر تغيير للنفس: من معاصيها...لطاعتها، وللقلب: من قسوته....لرقته، وللعقل: من غفلته....لضيائه

وروح جديدة:
مما لاشك فيه أن أداء العبادات يختلف بدرجة كبيرة.. فما السر على الإقبال على الطاعات والخشوع في الصلوات.. مع أن هذه الطاعة الجديدة تتولد مع أنك صائم!!
والعجب أنك صائم
لا تبالي بجوع وظمأ.. ولا ببرد أو حر..
ولا بتعب أو نصب.. ولا بعمل أو فراغ..
ولا بنوم أو استيقاظ..
وكأن الله يريد أن يوقفنا أمام أنفسنا.. وكأنه يهمس بمسامعنا ويحرك همتنا..
((يا عبادي: تعبدونني في رمضان وأنتم صيام.. وفي غيره تتكاسلون عني وتبارزوني بالمعصية؟!!))