من هو؟
في الحقيقة انه لايعرف عن هذا العالم الجليل شيئا فيما يتعلق بشخصيته .
فاسمه يبقى فرضية زمنية ، بحيث يكون في مقدورنا ان نطلق عليه التسميات التالية:
جابر djaber و دجابر بن حيان او حجان ، ويابر yaber او جيابر giaber وجبير .
ولكن الاسم المتعارف عليه يبن العموم هو: (جابربن حيان بن عبدالله الكوفي) ايضا كان
هوفر Hoefer يطلق عليه هذه التسمية.
زمنه غير معروف ايضا حيث انه ربما يكون قد عاش خلال النصف الثاني من القرن التاسع
الميلادي حيث انه من معاصري جعفر الصادق المتوفي سنة 765م والذي درس عليه جابر
العلوم وخاصة علم الكيمياء.
كما ان اصله ايضا فيه جدل ولايمكن التدليل عليه بصورة جازمة ، فبعضهم يزعم انه من
مواليد الكوفة على نهر الفرات، او مدينة حران من بلاد ما بين النهرين، او مدينة طوس
من خراسان في بلاد العجم، ويزعم اخرون انه من بلاد اليونان .
اما الدكتور محمد عبداللطيف مطلب فيشير في كتابه (تاريخ علوم الطبيعة) الى ان جابر
ولد في طوس من اعمال خراسان في عام737م وتوفي في عام 813م . وفي الحقيقة ان هذا
الاختلاف من شانه التشكيك فيما يقارب خمسمائة مصنف تنسب لجابر بن حيان اعظم
كيميائيي المسلمين على الاطلاق.
وقد عاش جابر بن حيان مدة من الزمن في بغداد ثم انتقل للكوفة وفيها بدات حياته مع
الكيمياء.
الكيمياء
بدا جابر حياته العلمية بالاشتغال في الشيمياء وقد بحث من خلالها تحويل
المعادن الى ذهب ، غير ان عمله في هذا المجال هيا له اساسا ماديا للبحث في الكيمياء
كعلم ، وبذلك ساهم في تطويرها مساهمة كبيرة بحيث اصبح يعد ابا الكيمياء ، وصارت
الكيمياء تسمى صنعة جابر او علم جابر.
لقد عمد جابر بن حيان الى التجربة في بحوثه ، وامن بها ايمانا عميقا .
وكان يوصي تلاميذه بقوله :واول واجب ان تعمل وتجري التجارب، لان من لايعمل ويجري
التجارب لا يصل الى ادنى مراتب الاتقان. فعليك يابني بالتجربة لتصل الى المعرفة.
ويقال انه كان له مختبر بالكوفة.
ان جابر بن حيان هو الذي وضع الاسس العلمية للكيمياء الحديثة والمعاصرة ، وقال عنه
Berthelot برتيلو :ان لجابر في الكيمياء ما لارسطو في المنطق . فقد اضاف جابر الى
المعرفة الانسانية عنصرا دجيدا افتقر اليه اليونان، وذلك في اعتماده على التجربة
والبرهان الحسيين، وعدم الاكتفاء بالفرضيات والتحليلات الفكرية الغامضة التي كانت
محور لامعرفة عند اليونان.
وتبرز كتابات جابر بن حيان العلمية مدى تفوق منجزاته وهو الذي سبق عصره بقرون عدة.
لقد بقي جابر بن حيان يعتقد بالكيمياء اعتقادا راسخا ، وذهب الى ان الاكسير او حجر
الفلاسفة يمكن صنعه من مواد معدنية او نباتية او حيوانية.
اعماله في الكيمياء
هذه قائمة بسيطة وموجزة حول بعض منجزات جابر بن حيان في علوم الكيمياء:
1 - اكتشف الصودا الكاوية او القطرون (NaoH) .
2 - اول من استحضر ماء الذهب.
3 - اول من ادخل طريقة فصل الذهب عن الفضة بالحل بواسطة الاحماض. وهي الطريقة
السائدة الى يومنا هذا.
4 - اول من اكتشف حمض النتريك.
5 - اول من اكتشف حمض الهيدروكلوريك.
6 - اعتقد بالتولد الذاتي.
7 - اضاف جوهرين الى عناصر اليونان الاربعة وهما ( الكبريت والزئبق) و اضاف العرب
جوهرا ثالثا وهو (الملح).
8 - اول من استخرج حامض الكبريتيك وسماه زيت الزاج.
9 - ادخل تحسينات على طرق التبخير والتصفية والانصهار والتبلور والتقطير.
10 - استطاع اعداد الكثير من المواد الكيميائية كسلفيد الزئبق و اكسيد الارسين (arsenious
oxide) .
بعض مؤلفاته وكتبه
مصنفاته كما سبق و اشرت تتجاوز الخمسمائة مصنف ولكن ساذكر القليل منها هنا ومن
اهمها:
1 - كتاب الرحمة: الفه في الشيمياء وتطرق فيه الى امكانية تحويل المعادن الى ذهب.
2 - كتاب السموم ودفع مضارها: كتاب في خمسة فصول تبحث اسماء السموم و انواعها
وتاثيراتها المختلفة على الانسان والحيوان. والعلامات والعلاج والحذر من السموم
وفيه قسم السموم الى سموم حيوانية ونباتية وخجرية كالزئبق والزرنيخ والزاج. وهذا
الكتاب يعتبر همزة وصل بين الطب والكيمياء.
3 - نهاية الاتقان: وهو مؤلف رائد في الكيمياء.
4 - استقصاءات المعلم : وهو يتفوق على السابق من حيث الاهمية رغم انه يسبقه بزمن .
5 - كتاب الوصية الجابرية: يشرح فيه بعض استنتاجاته الكيميائية .
6 - الكيمياء الجابرية : يشتمل على مجموعة من المكتشفات ذات الشان الكبير في
الكيمياء.
7 - كتاب السبعين : ويشمل سبعين مقالة حول اهم تجاربه في الكيمياء والنتائج التي
توصل اليها ويمكن اعتباره خلاصة ما وصل اليه علم الكيمياء عند العرب في عصره.