أحبتي في الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
دعوني أبدأ هذه الرسالة بطلب منكم وهو أن يأخد كل منكم قلما وورقة ليكتب عليها
امنيات ورغبات يود الحصول عليها ... يبدأ بكتابتهم جميعا، ما يتمناه لنفسه..
لأهله.. لأصدقائه .. ولكل المسلمين.
لماذا؟؟
لأن أيام قليلة تفصل بيننا وبين شهر الخير شهر رمضان .. ولأن الصحابة رضوان الله
عليهم كانوا يحرصون في رمضان على دعوات محددة يركزون عليها في الصلاة وكل
المناسبات طوال الشهر و يقولون: "فوالله ما يأتي رمضان الذي يليه إلا و قد
استجيبت كلها".
ولأني أحمل في هذه الرسالة أخبار دعوات أُستجيبت وامنيات تحققت، دعوناها بكل صدق
في رمضان الماضي واستجيبت قبل رمضان هذا العام! لله الحمد.
إحدى هذه الدعوات كان دعاؤنا الدائم لأخي بالزوجة الصالحة، وكثير منكم يعلم كم
بحثنا عنها وكم كانت المهمة صعبة، ولما كان اخي قد أوكل الي هذه المهمة لكونه
يعمل في بلد آخر فقد كانت اصعب مسؤولية اتحملها في حياتي، ان اجد لأخي الزوجة
الصالحة ذات الدين والخلق!
وجاء اخي في إجازته وبدأت ارشح له بعض الاسماء ومن بينهم كنت احتفظ باسم احداهن
وانا مترددة كوني لا اعلم عنها شيئا، جمعني القدر بها في محاضرة عمر عبدالكافي
التي اخبرتكم عنها في رسالتي السابقة، اذ لفتت نظري اثناء سيرها امامي للجلوس في
احد المقاعد الامامية، ومن ثم مرة اخرى بعد انتهاء المحاضرة حين وقفت لتخرج
مسرعة، فما كان مني الا ان طلبت من ابنة عمي التي كانت معي ان تسرع لأخذ رقم هاتف
اهلها وبالفعل حصلت عليه وعلى اسم عائلتها.
لم أكن اعلم ان هذه اللحظة هي اللحظة التي ارادها الله ليجمعني مع الانسانة التي
ستكون زوجة أخي وفرد من أفراد عائلتي، ولم أكن اعلم أن الله سييسر لي لقاءها في
المكان الذي لم أكن ابحث فيه عنها، ولم تكن هي تعلم ان وجودها في تلك المحاضرة
سيكون سببا لخطبتها.
بدأ التعارف بين العائلتين وحصل القبول بين الطرفين وألف الله بين قلبيهما ليتم
عقد القران في عدة ايام فقط ولتكن فرحتنا عظيمة بهذا الحدث الجميل والمناسبة
المنتظرة.
فكانت نعمة الله علينا كبيرة، أنعم علينا بإنسانة ذات دين تحفظ من كتاب الله
نصفه، وذات خلق ومعاملة طيبة، فكانت اختيار الله لنتعلم كيف يكون اختيار الله لنا
افضل واجمل بكثير مما نختاره لإنفسنا!
أما الخبر الثاني والذي يسّره الله لي ايضا فهو حصولي على شهادة PMP (محترف ادارة
المشاريع) خلال هذه الاسبوع. فبرغم اني لم اتمكن من ان استعد للامتحان الاستعداد
الكامل، وبرغم ان الامتحان يعتبر من الامتحانات الصعبة فعلا، الا ان الله اراد لي
فعلا الحصول على هذه الشهادة فكانت إرادة الله ولله الحمد.
وقصتي مع هذا الامتحان غريبة بعض الشيء اذ ان الكثيرين يحاولون الحصول على الدورة
التي تؤهل لهذا الامتحان وعلى اجتياز الامتحان، الا ان الموضوع تيسر لي رغم اني
لم ابحث عنه، فقد يسر الله لي حضور الدورة والتسجيل للامتحان من خلال الشركة التي
اعمل بها، ومن ثم اعانني الله على دراسته خلال فترة قياسية ثم النجاح في
الامتحان.
ايضا لأتعلم كيف ان الله أراد لي الخير فسبب الاسباب واعانني ويسر لي اموري ..
فهو الكريم القادر.
دعوات كثيرة اخرى استجيت ونعم كثيرة انعمها الله علينا فكان لابد لي ان ادعوكم
ونفسي على استغلال شهر رمضان في طاعة الله وشكره على نعمه الكثيرة.
فلنبدأ منذ اليوم الاول من رمضان ولنجهز جدولنا بكل الاعمال التي نستطيع القيام
بها، من صلاة وتراويح وقراءة قران ودعاء، ومن التواصل مع الاخرين من خلال صلة
الرحم وزيارتهم ودعوتهم للخير، ومن خلال اعمال الخير من صدقة وزكاة.
لعل الله يتقبل منا ... نرجو رحمته ومغفرته ... نرجو ان يعتق رقابنا من النار ..
نرجو ان يستجيب دعائنا... ونرجو أن يعيننا على كل عمل يرضيه عنا.
لنعبد الله في رمضان هذا العام كما لم نعبده من قبل.
أختكم إيمان نيروخ