من كتاب السمو للدكتور عائض القرني
يا أصحاب سمو المعالي إلى العزيز العالي جل في علاه، بإيمانهم وجهادهم وصبرهم
ودعوتهم:
- لما أنذر النمل وحذر ودعا بني جنسه سطرت في حقه سورة من سور القرآن، فخذوا من
النمل ثلاثاً: الدأب في العمل، ومحاولة التجربة، وتصحيح
الخطأ.
- لما أكمل النحل طيباً ووضع طيباً، أوحى الله إليه وجعل له سورة باسمه في الذكر
الحكيم، فخذوا من النحل ثلاثاً: أكل الطيب، وكف الأذى، ونفع
الآخرين.
- لما تجلت همة الأسد وظهرت شجاعته سمته العرب مائة أسم، فخذوا من الأسد ثلاثاً:
لا ترهب المواقف، ولا تعاظم الخصوم، ولا ترض الحياة مع الذل.
- لما سقطت همة الذباب ذكر في الكتاب على وجع الذم ، فاحذروا ثلاثاً في الذباب:
الدناءة، والخسة، وسقوط المنزلة.
- لما هزت العنكبوت وأوهمت بيتها ضربها بيتها مثلاً للهشاشة، فاحذروا في العنكبوت
ثلاثاً عدم الإتقان ، وضعف البنيان، وهشاشة الأركان.
- ولما تبلد الحمار ضرب مثلاً لمن ترك العمل ولم ينفعه ، فاحذروا ثلاثاً في الحمار:
البلادة، وسقوط الهمة وقبول الضيم.
- ولما عاش الكلب دنيئاً لئيماً ضرب مثلاً للعالم الفاجر الغادر الكافر فاحذروا
ثلاثة في الكلب: كفر الجميل وخسة الطباع ، ونجاسة الآثار
.
- وحمل الهدهد رسالة التوحيد فتكلم عند سليمان، ونال الأمان ، وذكره الرحمن، فخذوا
من الهدهد ثلاثة : الأمانة في النقل، وسمو الهمة، وحمل هم
الدعوة.
والهدهد احتمل الرسالة ناطقاً *** أهلاً بمن حمل اليقين وسلما
قال أبو معاذ الرازي: مسكين من كان الهدهد خيراً من !!.
وإذا أتى جعفر الطيار بجناحين، ودعى أبوبكر من أبواب الجنة الثمانية، وكلم عبد الله
بن عمرو الأنصاري ربه بلا ترجمان ، وتوكأ عبد الله بن أنيس على عصاه في الجنة ،
ودخل بلال قصره..
فبماذا تأتي أنت ؟ وماذا أعددت؟ وما بضاعتك؟!
فيا ليت شعري ما نقول وما الذي..
نجيب به إذ ذاك والخطب أعظم؟!