سورة المجادلة تفصّل الولاء للمؤمنين والإنتماء للدين والتبرأ من المعادين للدين.
وقضية الأسرة مهمة للغاية لأن ترابط المجتمع يبدأ من ترابط الأسرة. وكأن هذه
السورة هي مفتاح باقي السور في الجزء ففيها موضوع الإنتماء والتبرأ، وباقي السور
تأتي لتشرح هذا المبدأ.
بداية السورة
تبدأ السورة [قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي
تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ
تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ] آية 1 بقضية الأسرة من
حادثة خولة بنت ثعلبة التي ظاهر منها زوجها وجاءت تشتكي إلى النبي حتى أنزل الله
تعالى الوحي بهذه السورة وفرّج كربتها وأنزك كفّارة الظهار. وهذا يدل على كرامة
المرأة في الإسلام والحرص على حقها. والمرأة عندما تتيقن أن هذا الدين ينصفها
ويعطيها حقها تربي أسرتها على مبادىء هذا الدين وعلى الوحدة. ومن اللافت أن هذا
الجزء (28) إبتدأ بقصة امرأة وانتهى بذكر نماذج نسائية في آخر سورة التحريم (امرأة
فرعون ومريم بنت عمران). تماماً كما جاءت سورة كاملة باسم النساء وهذا حجة ودليل
على من يدّعون أن الإسلام أبخس المرأة حقها في المجتمع.
ختام السورة
ثم تأتي الآيات في ختام السورة تبين الفرق بين من يتبع حزب الشيطان ومن يكون في
حزب الله [اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ
فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ
الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ] آية 19 و [لَا
تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ
حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ
إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ
وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ]
آية 22. وفي الختام آية مهمة تبيّن حقيقة الحب في الله والبغض في الله الذي هو
أصل الإيمان ولا بد في اكتمال الدين من معاداة أعداء الله، فالمنتمي لهذ الدين لا
يمكن أن يوادّ من حارب الله ورسوله أبدا.