Mustafa Garment - مصطفى جارمنت

 

>> هذا ديني >> كيف إهتدوا

من مدمن للمخدرات والخمورإلى إنسان ملتزم وإيجابي
من مدمن للمخدرات والخمور، وسارق وسجين إلى إنسان ملتزم وإيجابي، يحظى باحترام كل من حوله.. هكذا غير الإسلام مسار حياة الأمريكي مصطفي جارمنت، ابن ضاحية هارلم بنيويورك، الذي اعتنق الإسلام قبل 36 عاما.

وفي حديث خاص لشبكة إسلام أون لاين.نت روى جارمنت، الذي يعمل حاليا منسقا للطب الشرعي بمحكمة بروكلين للصحة العقلية كيف أن الإسلام جعل منه عنصرا ملتزما وناجحا في المجتمع الأمريكي.

وقال: "يمكن أن يتم تصنيفي ضمن من تغيرت لعبة حياتهم، وطريقة تفكيرهم بفضل الشريعة الإسلامية.. هذه ببساطة قصتي".

ولا يوجد أي وجه شبه حاليا بين هذا الرجل هادئ الصوت كث اللحية (64 عاما)، وبين جارمنت قبل نحو 11 عاما، فخلال عمله في محكمة الصحة العقلية، التابعة للمحكمة العليا بولاية نيويورك، يبذل كل ما في وسعه لمساعدة عدد من نزلاء السجون على التعافي من الأمراض النفسية وإدمان المخدرات، وهما تجربتان مر بهما قبل أن يبعده الإسلام عنهما.

نشأ جارمنت ذو الأصول الإفريقية في ظروف صعبة بضاحية هارلم بنيويورك التي يضربها الفقر والإجرام، وكانت طفولته مليئة بالمعاناة، ويقول "أتذكر أيامي عندما كنت أتضور جوعا ولا أجد الطعام".

إدمان المخدرات
وبدأت قصته مع تعاطي، ثم إدمان المخدرات والخمور عندما كان في سن الثالثة عشرة، ويشير إلى إن من بين أسباب قبول رفاقه له هو أنه كان يعكف على تدخين الماريجوانا وشرب الخمر.

وعن حياته السابقة، يتذكر جارمنت بمرارة: "كنت ألتقي والدتي في الحانة فقط".

وتم فصله من مدرسته الثانوية في بداية الصف العاشر، بعدما تحول إلى إدمان الكوكايين، ثم لجأ إلى سرقة وبيع المخدرات في إحدى المناطق؛ لكي يتمكن من توفير ما يحتاج إليه من مخدرات.

وبنبرة يعلوها الندم يتذكر جارمنت "إن أول ما يجول بخاطرك عندما تدمن الكوكايين هو كيف تحصل على المزيد"، وقبع جارمنت في السجن أكثر من 30 مرة على خلفية جرائم تتراوح بين الاتجار في المخدرات إلى السرقة.

نقطة تحول
وفي خضم مشكلاته بين المخدرات والسجن، حدثت نقطة تحول في حياة جارمنت الذي نشأ مسيحيا، حيث أشهر إسلامه عام 1972 وهو في سن السابعة والعشرين من عمره، وتزوج امرأة مسلمة.

ورغم اعترافه بأن اعتناقه الإسلام في ذلك الوقت كان اسميا فقط على خلفية ارتباطه بزوجة مسلمة، فإنه كان يعيش صراعا داخليا، بين استمراره في سلوكه المنحرف وبين ضرورة أن يتحلى بالتعاليم السمحة للإسلام.

ولكن مع استمرار حياته بين الإدمان والسجن، لجأت زوجته المسلمة في نهاية المطاف إلى طلب الطلاق.

وأخيرا في عام 1998، بعد 40 عاما من العيش في الشوارع وبيع وتعاطي الخمور، قرر جارمنت أن يفتح صفحة جديدة في حياته.

وبدأ يواظب على حضور الندوات العلمية التي تحث على الإقلاع عن تعاطي المخدرات، وسعى نحو طلب المساعدة من خلال مؤسسة "ذا بريدج"، التي تساعد المشردين ومدمني المخدرات.

العودة للإسلام الحقيقي
وهناك، التقى جارمنت أخصائيا نفسيا مسلما يدعى "أمين"، وحثه على الامتثال لتعاليم الإسلام بالتوازي مع مسار العلاج للتعافي من الإدمان.

وبدوره، عرّف أمين، وهو مدمن مخدرات سابق ومريض بالإيدز رفيقه جارمنت على برنامج "ملة الإسلام" الذي يهدف إلى علاج مدمني المخدرات بناء على المبادئ الإسلامية.

ويواصل جارمنت استعادة ذكرياته قائلا "كنا نتحدث عن كيفية التقرب إلى الله.. وعن الصلاة أيضا"، كما كان لكتاب "غير لعبة حياتك" باعتناق الإسلام، المتداول بين مسلمي أمريكا، تأثير كبير في ذلك التحول بعد أن اقترب أكثر من تعاليم الإسلام التي أنقذته من براثن الإدمان، بحسب جارمنت.

وقد وصفت لوسي جاكسون، مديرة مؤسسة "ذا بريدج" قصة عودة جارمنت إلى إسلامه الحقيقي على أنها نقطة تحول بالنسبة له.

وأعربت لوسي عن إعجابها الشديد بقرارها منح جارمنت وظيفة في مؤسستها في الوقت الذي كان فيه خاضعا للعلاج.

وعندما أصبحت مديرة لمشروع محكمة بروكلين للصحة العقلية، كانت ترغب في الاستعانة به كمنسق للطب الشرعي، ولكن بسبب الصحيفة الإجرامية لجارمنت، اضطرت إلى الحصول على تصريح خاص من المحكمة العليا في نيويورك لتعيينه في هذه الوظيفة.

وكان عمل جارمنت يتضمن توفير الخدمات التي يحتاج إليها النزلاء لعلاجهم من أمراضهم العقلية ومشكلاتهم ذات الصلة بتعاطي المخدرات.

وعلى الرغم من أنه ليس مطالبا بالحديث عن تجربته الخاصة، فإنه لا يتورع عن الحديث عنها إذا رأى أنها سوف تساعد شخصا ما، وخاصة الشباب الذين يعيشون المأساة التي عاشها من قبل.

وفي هذا السياق، وصفت لوسي عمل جارمنت بأنه "رائع"، وقالت لـ إسلام أون لاين. نت "إنه إنسان عجيب.. فهو لا يسمح لأي شيء أن يقف في طريقه ليساعد أي نزيل".

واليوم، فإن جارمنت الزوج والجد السعيد يحمد الله كل يوم على أن هداه إلى الإسلام في أصعب أيام حياته.

وإلى جانب عمله، فإنه أتم درجة "التنمية التعليمية العامة"، كما يشهد تقدما هائلا في دراسة اللغة العربية ليتمكن تماما من فهم معاني القرآن الكريم.

ويعتزم جارمنت الحصول على درجة علمية في الدراسات الإسلامية. ويختم حديثه مع إسلام أون لاين.نت قائلا: عندما كنا صغارا، كنا نلقي باللائمة في كل شيء على العنصر الأبيض.. لكني اليوم مسلم.. وعلى يقين بأن أمري في مشيئة الله وبين يدي".

 

المصدر: إسلام أونلاين