كان هذا قبل عيد الاضحى بعشرة أيام، لم تكن عائلتي تعلم حين نقلت والدي الى
المستشفى في ذلك الصباح أنه تعرض منذ بضع دقائق الى جلطة قلبية، فقد كانت الأعراض
تشير الى رغبة في التقيؤ مع بعض الدوخة وبالتالي حين نقل الى الطوارئ ظنت عائلتي
أن ما تناوله والدي بالأمس لم يناسب معدته الى أن أشار أخيرا الى ألم في صدره فتم
نقله الى قسم القلب ليتبين من خلال القسطرة وجود إغلاق شبه تام في أحد شرايين
القلب الرئيسية والى تعرضه الى جلطة حادة.
رحمة الله بنا كانت عظيمة إذ بمجرد دخوله المستشفى وخلال ساعة واحدة كان قد أجري
له العلاج اللازم من حيث تركيب شبكة في الشريان المغلق، فقد كانت الدكتورة
المتخصصة متواجدة في ذلك الوقت بالاضافة الى تواجد أحد أصدقاء أخي الذي أسرع الى
الحضور فورا الى المستشفى وبمجرد تحديد تكلفة العملية قام مشكورا بدفع التكاليف
فورا ووفر لنا بعض الوقت الذي كان سيضيع بينما نؤمن تكلفة العملية، فسبحان الله
الذي يسر لنا كل هذا بهذا الوقت القياسي!
خرج والدي بعد يومين فقط من المستشفى ونحن نحمد الله على رعايته ولطفه بنا وبدأت
حالته بالاستقرار مع استمراره على الادوية التي وصفت له.
الا أنه وفي رابع أيام العيد جرح لسانه أثناء تناوله لطعام الغداء ولم يتوقف
الجرح عن النزيف لأكثر من ساعة، ولكوني أعلم أن من بين أدويته دواء لتمييع الدم
فقد خشيت أن يستمر النزيف طويلا فنقلته مرة أخرى الى المستشفى وبعد فحوصات أعيدت
ثلاث مرات تبين أن درجة تميع الدم لديه عالية جدا جدا فتم إعطاءه وحدتين
من بلازما الدم لتخفيف الميوعة فتوقف النزيف فورا.
في تلك اللحظة كان لابد لنا وأن نستشعر رحمة الله بنا! حين قرأت في التقرير الطبي
كان قد ذكر التشخيص على أنه "قطع صغير جدا في اللسان"،
جرح صغير جدا أوصلنا الى إدراك أن تميع الدم عالي جدا ولم لم يحدث مثل هذا الجرح
لكانت الامور تطورت الى ما هو أكبر لاسمح الله .. ولو تعرض لجرح أخر أكبر قليلا
لكان قد نزف الكثير.
دقة الله وحكمته اقتضت جرحا صغيرا في اللسان لندرك أن هناك خطأ في الادوية التي
يتناولها...
رحمة الله بنا اقتضت ابتلاء نصبر عليه ونحتسبه عنده سبحانه وتعالى...
فعلا ما أعظم أن تستشعر أن الله معك ... رحمة الله بنا
كانت عظيمة..
17/12/2007
إيمان نيروخ