نرجو رحمتك
بلسان الذنب
الله عزوجل
***
يا رسول الله
حياتك رحمة للعالمين تسري في قلوبنا
نراك بقلوبنا
فيالسنة الأولى من عمرك
أنت في عشيرة بني سعد
رفضتك المرضعات
من أجل ذلك غضبت غيوم السماء
ظمئت الغيوم حتى عن قطرةغيث
ساد القحط أرض بني سعد
غيمة صغيرة في كبد السماء
بكمفتونة
تظلك أبداً
اجتمع الناس للتضرع طلباً للغيث
ضمتكالسيدة حليمة إلى حضنها
بوجهها ترد عنك الشمس
إلا أن الغيمة الصغيرةالتي في السماء
بك مفتونة
لا تزال تلازمك
كنت في أحضان الراهبوهو يتبتل
ينظر في جمال عينيك
نسي الراهب القحط والمطروالدعاء
لكنك لم تنس
سُحرت الغيمة الصغيرة بنظراتك
أرواحنافداء هذه العيون الناظرة للسماء
سُحرت الغيمة الصغيرة بنظراتك
فأخذتتكبر وتكبر
وبدأت قطرات المطر تهطل برقة
ولكن أكثر الناس لا يعلمونسبب الغيث
أغلبهم لا يعرف من أنت
***
وفي السادسة من عمرك
فيطريقك إلى المدينة المنورة
بصحبة أمك وأم أيمن
شعرت باليتم عند قبرأبيك
وفي الأبواء كنت على موعد مع فقد أمك
تدخل مكة يتيمالأم
فازداد حب عبد المطلب لك
وازداد حب أبي طالب لك
***
يا رسول الله
هل كان ينادي أطفال مكة على أمهاتهم بجانبك؟
هل كنت تنظر إلىالأرض حين كانوا يصيحون يا أمي؟
كم ليلة حملت رياح مكة دموع عينيك إلىالأبواء؟
كم ليلة صحت باكياً أمي أمي؟
***
يا سيدي
من أجلك نحنعنك ننادي أمهاتنا يا أمي
من أجلك نحن عنك ننادي آباءنا يا أبي
فيالخامسة والعشرين من عمرك
أنت مختلف عن سائر البشر
لا يرقى إليك أحد
رائحتك الزكية تبعث بالرحمة
صوتك يبعث بالأمان
أنت محمدالأمين
في الثالثة والثلاثين من عمرك
تتدفق الرحماتكالأمواج
في الخامسة والثلاثين من عمرك
تعال لا تتأخر ياحبيب
تطرق الأنّات أبواب السماء
تعال لا تتأخر يا حبيب
ضاقتالصدور من طول انتظار قدوم الرسول
تعال لا تتأخر يا حبيب
أنت مدعوإلى جبل النور
في الأربعين من عمرك
وأنت في غار حراء على جبلالنور
يتنزل جبريل من السماء
كل ذرات الوجود ترفع الصلاة والسلامعليك
قلوب الكائنات تئن شوقاً إليك
أنت لنا إشراق الصباح في ظلماتالليل
أنت نبي الله
أنت حبيب الله
أنت رسول الله
لماذاأحزنوك أيها العظيم؟
لماذا عذبوك؟
هل لأن أبا طالب قد ماتفهاجموك؟
هل لأنه لم يبقَ من يحميك هاجموك؟
كأننا نرى عبراتك عندالكعبة
وأنت تقول سرعان ما شعرت بالوحدة لفقدك يا عماه
***
تذكر صلاتكفي الحرم
وهم يضعون القاذورات فوق رأسك
رؤوسنا فداء رأسك يا رسول الله
كيف كان المجرمون ينظرون ويضحكون
من الذي يجري بنحوك في شوارعمكة؟
من الذي يجري وكأن العرش نزل من السماء؟
من ذا الذي يجرييتساءلون ...
من هذا؟
أحدهم يجيب. . .
إنها فاطمة الزهراء بنتمحمد
أم الصالحين
تمسح بنتك الأثيرة لديك عن عينيك ووجهكالكريم
هي أشبه الخلق بك
كأنها أنت إن ضحكت وإن بكت
كأننانراك تقول لها لا تبكي بنيتي
لماذا أخرجوك من أرضك؟
هل لأنك بقيتوحيداً؟
ألم يعرفوا من الذي يحميك؟
من وجدك يتيماً فآواك؟
منأرسلك رحمة للعالمين؟
قالوا عنك مجنون
ولم تجبهم
قالوا أنتمجنون
أنت شاعر
ولكنك لم تجبهم
قالوا من سينقذك ويحميكمنا؟
أنت
أنت تقول الله
الله عزوجل
يحف السماءبالخشية
أنت تقول الله
والعرش الأعلى يهتز
كنت تقول الله فيبدر
فأنزل إليك ثلاثة آلاف ملك بخيولهم
معك مئة وخمسة وعشرون ألفصحابي
يقولون بأبي أنت وأمي يا رسول الله
***
يا رسول الله
تمشيفي شوارع المدينة المنورة
عندما رأتك بنات بني النجار الصغيرات
لميدرين ما يفعلن من الفرح
سألتهن أتحببنني:
فأجبن نعم نحبك يا حبيبالله
وأنت أجبت يعلم الله أنني أيضاً أحبكن
الكثير من الشباب في هذاالزمان
ليسوا من بنات بني النجار
لكنهم أيضاً يحبونك
دموعهمتشهد أنهم يحبونك أكثر من أنفسهم
لا أحد لهم سواك
والله يعلم أنك أنتأيضاً تحبهم
في الستين من عمرك
تدعو وتقول الرفيقالأعلى
وتلبس جُبةً من الصوف صُنعت لك
أطرافها بيضاء
لبستهاوخرجت أمام أصحابك
وضربت بيديك على ركبتيك
وقلت أترون كم هيجميلة ؟
ناداك في مجلسك أحدهم
أعطني إياها، فداك أبي وأمي يا رسول الله
لماذا طلبها منك وهو يعلم أنها تعجبك ؟
ويعلم يقيناً أنك لن تقوللا
فأعطيته إياها
ورجعت لبست جُبتك المرقعة
بقي أسبوع علىلقاء الحبيب
صنعوا لك الجًبة نفسها مرات عديدة
لكن لم يًقّدر لك أنتلبسها
أرسلت الخبر على لسان أبي هريرة
أنه سيأتي أناسٌ من بعدييقولون
وددنا لو أنا رأينا نبينا ولو بأموالنا وأولادنا
حدثت أنسبشوقك لإخوانك
قلت أني أشتاق لإخواني يؤمنون بي ولم يروني
يا حبيبيتنادي من فوق منبر المدينة أمتي أمتي وأنت ترتدي ثوب الحزن
يا من دعا اللهللناس من محراب مكة
بلطف الله علينا بك جثونا على ركبناوبايعناك
آمنا بما أتيت به من عند ربك
سمعنا وأطعنا
يا رسول الله
ما زلت في الأربعين من عمرك
وما زلت على رأس أمتك