نستطيع أن
نعرف (اللخمة): بأنها حالة ما فوق الاندهاش، وهي ردة فعل مستغربة من حادثة غير
متوقعة، وقد تكون ناتجة عن حالة انشغال «الملخوم» يفكر بأكثر من شيء فينسى نفسه
ويصير «يلاخم».. لكنها بالغالب حالة عامة تصب في خانة «الهبل» لا محالة، كما يمكننا
أن نشتق من ذات المفردة وصف (لخمة) للشخص المتخبط وللشخص عديم التجارب، ويمكن أن
نشتق منها كلمة «ملخوم» وهو وصف يطلقه الشخص على نفسه لتبرير سلوكه المستغرب
..وجدير بالذكر أن (اللخمة) قد تكون سمة وراثية أيضا.. خاصة إذا كان الشخص ينتمي
الى سلالة «ملخومين» وعندئذ لا بأس أن يحلف أحدهم :«ولخمة جدي» كبديل عن الحلف
«ورحمة جدي»..
في حالات نادرة قد تبتسم موظفة الأستقبال الحسناء بوجه المراجع من باب المجاملة،
فيصاب عندها ببنج عاطفي و بغيبوبة مؤقته يضيع على أثرها باب الخروج، فيجرب جميع
الأبواب دون جدوى متجنبا سؤال الآنسة من جديد كي لا «تستثقل» دمه وتبدد ابتسامتها..
فيستنجد أخيرا بمراسل الدائرة بطريقة ودودة.. قائلا: دائرتكو (بتلخم) ؟..
وقد تدخل «اللخمة» في الرومانسية والطرب أيضا كأن يصف شاب لصديقه أغنية جديدة لكاظم
الساهر بأنها «لخمان» كناية عند شدة عذوبتها وقوة لحنها وأدائها..انتبهوا الى حجم
الاشتقاق من هذا السلوك اليومي...
كما قد تستخدم الكلمة كوحدة قياس في تصنيف الجيد من الرديء، كأن يأمرك الفاحص بعيد
الانطلاق ببطء من باب دائرة الترخيص بالتوقف فورا حتى قبل أن تكمل فرصتك
بالفحص..قائلا : صف ع اليمين، مبين سواقتك ملاخمة! حدا بقوم عالثالث؟..والملاخمة
هنا كما تلاحظون..تدخلت في تصنيف كفاءة المفحوص..
معذور شعبنا مهما (لاخم).. فلم يتعود على السؤال حتى يتعود على الاجابة، قبل أيام
كنت اشاهد البرنامج المروري التوعوي «المعقول واللامعقول في المرور»..سأل مقدم
البرنامج أحد السائقين : إشارة قف.. مم تتكون ؟..قال السائق : الخلفية سوداء (الأصل
حمراء ) والكتابة بالأزرق (الأصل بالأبيض)..ثم سأله، ماذا تعني إشارة قف ؟ قال
السائق: تعني ممنوع الوقوف ..وكانت أثار «اللخمة» على الرجل من طريقة
أجابته..وعندما بين له المقدم أخطاءه ابتسم وقال «ما انت لخمتني يا سيدي»..في ذات
البرنامج وصف أحد الماره إشارة ممنوع الوقوف والتوقف بأنها «مستطيل دائري الشكل»،
وبهذه «الملاخمة» يكون قد اخترع شكلا هندسيا جديدا أحادي الأضلاع..
.. آخخ لو أن هناك مسكن وعلاج (للخمة)، كما يوجد ألف مسكن وعلاج (للزكمة).
احمد حسن الزعبي
http://www.alrai.com/pages.php?opinion_id=2239
