رسائل من القلب للقلب - كانون الأول 2007

 


أحبتي في الله،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

ذات يوم وصلتني رسالة بعنوان "لا تجرح الأخرين" وكان فيها هذه القصة:

تركَ رجلٌ زوجتهُ وأولادهُ مِن أجلِ وطنه قاصداً أرض معركة تدور رحاها علىَ أطراف البلاد ,
وبعد إنتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أُخبَرَ الرجل أن زوجتهُ مرضت  بالجدري في غيابهِ
فتشوه وجهها كثيراً جرّاء ذلك ..
تلقى الرجل الخبرَ بصمتٍ وحزنٍ عميقينِ شديدينِ ...
وفي اليوم التالي شاهدهُ رفاقهُ مغمض العينين فرثوا لحالهِ وعلموا حينها أنهُ لم يعد يبصر
رافقوه إلى منزلهِ, وأكمل بعد ذلكَ حياتهُ مع زوجتهُ وأولادهُ بشكلٍ طبيعي ..
وبعد ما يقاربَ خمسةَ عشرَ سنةٍ توفيت زوجتهُ ...
وحينها تفاجأ كلّ من حولهُ بأنهُ عادَ مبصراً بشكلٍ طبيعي ..
وأدركوا أنهُ أغمضَ عينيهِ طيلة تلكَ الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجتِه عند رؤيتُه لها ....
 
وفي ختام تلك الرسالة كانت هذه الكلمات :
"ربما تكونُ تلكَ القصة مِنَ النوادر أو حتىَ مِنْ محض الخَيال , لكنْ ... هل منا من أغمضَ عينهُ قليلاً عنْ عيوبَ الآخرين وأخطائهم كي لا يجرح مشاعرهمْ ؟؟"
 
هذه القصة أثرت في كثيرا، أحدهم أخبرني أنها قصة حقيقية ولكن في زمن الاشخاص الحقيقيين!
مما جعلني أنظر الى زماننا هذا .... وأتعجب!
 
أتعجب حين أرى زوجا يستهزأ بزوجته أمام أصدقائه أو أقاربهم لأن هذه هي صورة "الرجولة" عندنا!!! أتعجب حين يشجع أبنائه على الإستهزاء بها ومجاراته فيما يفعل وهم أبنائها كما هم أبنائه!!!
 
أتعجب حين أرى زوجة تؤنب زوجها بشدة في أحد محلات الخضار لأنه لا يختار الأصناف بدقة وأنه لا يتقن أي شيء يقوم به لأن هذه هي صورة "المرأة المدبرة" عندنا!!
أتعجب حين أراها تقاطع زوجها في حديثه أمام أصدقائه أو أقاربهم لتؤكد أنه مخطأ في ما يقول وأن رأيها هو الأصح لأن لها رأي يخالفه! حتى لو كان على حساب موقف زوجها امام الاخرين!
 
أتعجب من أم تعاقب إبنها بضربه أمام أصدقائه! وأتعجب من ولد يستهزأ بوالدته ويشيح بوجهه عنها كلما نادت عليه أمام رفقائه!
أتعجب من شاب يتسلى بفتاة، يخدعها و يوهمها بحبه ويعطيها الوعود .. ولا يعلم أن لها قلبا يشعر بطعنات سهامه ويتألم بها.
 
أتعجب من غني يتكبر على فقير ... والله أغناه!
وأتعجب من ذو سلطة يتجبر على من حوله ... والله أعطاه!!
 
أتعجب من مدير يهين موظفيه لانه يدفع رواتبهم .... والله يرزق من يشاء بغير حساب !
وأتعجب من عالم يتباهى بعلمه ليظهر جهل الاخرين ... وفوق كل ذي علم عليم!!
 
أتعجب من كل من كان بيده إدخال السعادة على الاخرين فأدخل عليهم الحزن والشقاء!
أتعجب من كل من أعطاه الله المال أو الصحة أو السلطة فاستخدمهم لإهانة الاخرين!
 
أتعجب وأقول ... هل من السهل أن نحمل سكينا لنطعن بها أحدهم ... ولكن من الصعب أن نقطع بها وردة نقدمها له؟؟!!!
هل نرضى أن نواجه بإنفسنا ما نفعله بالاخرين؟!؟ هل لنا قلوب تشعر بهم؟؟ أم فقدنا إنسانيتنا؟؟؟؟
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم)).
ألا يفهم من هذا أن الله إذا كان يحب إدخال السرور على قلب المسلم فإنه يبغض إدخال الحزن على قلب المسلم.
 
قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه يوما: ((أتدرون من المفلس ؟)) قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار. فقال صلى الله عليه وسلم: ((المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصدقة ونسك، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وضرب هذا، وسفك دم هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئات المظلومين فطرحت عليه ثم طرح في النار)).


يعلم الله أني أحاول ما إستطعت أن لا أكون سببا في إدخال الحزن أو الالم على قلوب من هم حولي ... ولكن إن فعلت دون قصد مني ...... فسامحوني.

 
أدعو الله ان نكون سببا في ادخال السعادة على قلوب الاخرين لا سببا لإلامهم.

 

أختكم إيمان نيروخ


التعليقات

رنده النتشه كتبت في 5/1/2008 :

السلام عليكم...

تحدثت في رسالتك عن أهمية إدخال السرور على المسلم.. وعدم التسبب في إدخال الحزن والهم على قلوب من حولنا بأي طريقة كانت.. أما أنا اسمحي لي أن أتحدث في نفس الموضوع ولكن على نطاق أوسع.. وهو:

نحن والآخرون!!!

فالمشكلة الموجودة في مجتمعاتنا هي أننا نفكر بنحن.. وننسى الآخرين.. أصبحت الفردية تطغى على تفكيرنا في كل شيء.. وبدأت تسيطر علينا فكرة الذات.. وصرنا نفكر بانفسنا فقط.. نريد الخير لنا ولأبنائنا .. نريد الفرح والسرور لنا ولأبنائنا.. وهذا شيء جيد أن نسعى لإيجاد الخير والفرح والنفع.. ولكن لنا وللآخرين إن استطعنا.. فحب الانسان لذاته سلوك طبيعي  ولكن لا بد من التوازن ما بين حب الذات وحب الخير للآخرين الذين يعيشون معنا في نفس المجتمع.. كلٌ منا يحب ابنائه.. يحب أن يكونوا أسعد الناس.. يتمنى لهم أفضل العيش.. يتمنى لأبنائه التعليم الأرقى والمهنة الأفضل والزواج الناجح.. فليتمنى ذلك لأبناء الآخرين أيضا.. ويسعى في تحقيقه إن استطاع.. بعض الناس لو فشل ابنه في أي مجال من مجالات حياته، يتمنى أن يفشل ابناء من حوله كما فشل ابنه..!!.. ومن المؤسف أيضا أن هناك أناس في مجتمعاتنا يريدون الخير والفرح لأنفسهم فقط.. ويحسون بالضيق إذا رأوا غيرهم من الناس سعداء.. وكأن السعادة خلقت لهم فقط.. ومثل هؤلاء الناس لن يستطيعوا ان يعرفوا طعم السعادة الحقيقية أبدا.. لأن من لا يعرف أن يشارك الناس أفراحهم لن يعرف أن يكون سعيدا ابدا..

 نحن بحاجة إلى الآخرين كما هم بحاجة لنا، نحن بحاجة لهم لمساندتنا ومساعدتنا وبحاجة لهم كي نعيش ونسعد ، لذلك علينا أحترامهم وتقديرهم والعمل على إرضائهم وعدم ارتكاب الأخطاء في حقهم، لا بد أن نساعدهم.. نشاركهم أفراحهم.. احزانهم.. نتمنى لهم الخير والتوفيق في كل شيء وأن ندعو الله أن يحقق لهم أمانيهم وأحلامهم...

 هل حدث يوما أن علمت بأن شخصا ما يأمل أن يحقق الله له شيئا، فقمت ورفعت أيديك تدعو و تسأل الله أن يستجيب لطلب هذا الشخص دون أن يعلم بذلك ودون أن يطلب منك أن تدعو له؟؟!

هل حدث يوما في أيام الثلج الباردة خرجت لإزالة الثلج عن سيارتك وعن الطبق اللاقط حتى لا ينقطع البث التلفزيوني وقمت بإزالة الثلج عن سيارة وأطباق جيرانك؟

هل حدث يوما أن قررت عدم الذهاب لأداء لصلاة التراويح في المسجد لأنك مصاب بالانفلونزا ولا تريد أن تؤذي المصلين الآخرين وتنقل العدوى إليهم؟!

هل حدث يوما أن قرأت كتابا نافعا وممتعا وقمت بنقل ما فيه إلى أصدقائك أو على الأقل نصحتهم بقراءته وساعدتهم في إيجاده ليعم النفع والفائدة.؟!!.

هل حدث يوما أن انقطعت الكهرباء عن الحي فذهبت تسأل جيرانك إن كانوا بحاجة إلى شمعة أو إلى أي مساعدة؟!!

هل حدث يوما أن فشلت في الحصول على وظيفة ما لأن مؤهلاتك غير كافية للحصول عليها ثم قمت بترشيح صديقك لها أوتشجيعه أن يتقدم لها لأن خبرته العملية أفضل من خبرتك؟!

هل حدث يوما أن فكرت أن تقوم بمشروع خالص لوجه الله تعالى تفيد به الآخرين ويستفيدون منه؟

هل حدث يوماً أن مرضت وجاء الناس للسؤال عنك لأنهم افتقدوك بعد أن اعتادوا على مساعداتك وخدماتك.. هل كانوا سيأتون للسؤال عنك إذا كنت تعيش لذاتك فقط؟!!

 إن فكرت بالآخرين كما تفكر بنفسك.. فلن تكون سببا لايذائهم أبدا.. بل ستعمل على إسعادهم ومساعدتهم.. ولتعلم: أنت لا تعيش وحدك.. والحياة وكل ما فيها ليست لك وحدك.. فلترضى بما قسمه الله لك ولم يقسمه للآخرين.. ولترضى بما كتبه الله للآخرين ولم يكتبه لك... فكر بالآخرين حتى وإن لم يفكروا بك.. فلن يضيع عند الله شيء أبدا أبدا..

 تحياتي
رنده النتشه
5-1-2008
http://www.geocities.com/randanatshah


زيد عبدالرحيم نيروخ كتب في 7/1/2008 :

مشاركه على موضوع رندة النتشه هذه الرسالة:

الصديق ... العملة النادرة في هذا الزمن ...

كن صديقي لاستفيد منك... ولاتكن صديقي عندما تستفيد مني..

انا اولاً ولاشي اخر.. حتى لو كنت صديقي...

صدق اولاتصدق هذه صداقة هذا الوقت ...

لكن اصدقااائي هم من هذا النوع ..

 


 

 

(لإضافة تعليق ارجو ارساله الى ايميلي eman@enairoukh.com)