رسائل من القلب للقلب - حزيران 2007

 


أحبتي في الله،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

ها قد بدأ فصل الصيف والجميع يعلم كم يكون فصل الصيف حافلا في بلادنا العربية، من مناسبات وزيارات ورحلات وإني لأدعو الله أن يحمل لكم هذا الصيف كل الخير والسعادة.
ولكن للأسف و بحلول الصيف تكثر ايضا أخطاؤنا وذنوبنا وتهاوننا في المعاصي، وكثير منها لأننا نجاري مجتمعنا ولأن أفراحنا ومناسباتنا ورحلاتنا لابد وأن تكون باهضة التكلفة حتى لا نكون أقل من غيرنا وأن نكون على مستوى راقٍ حتى وإن تجاوزت تعاليم ديننا!!

 
نهتم بالمظاهر ونحاول أن نظهر للناس أننا الاكثر مالا وعلما وثقافة واناقة... فنتسابق في شراء السيارات والبيوت الفخمة والاثاث الفاخر، وندخل ابنائنا المدارس باهضة التكلفة لنتباهى انهم في المدرسة الفلانية او الجامعة العالمية ونحن لا ندري هل حصلوا منها علما او أدبا!... وفي مجالسنا نتسابق في الحديث ونقل الاخبار لنكون اعلم الناس رغم أننا وربما لم نقرأ يوما كتابا أو حتى حملناه بين أيدينا، واما في انتقاء ملابسنا فنختار الماركات العالمية والملابس الاوروبية لنكون ممن يسيرون على الموضة ويتبعون كل جديد حتى وان كانت ملابسنا لا تناسب ديننا وعاداتنا!
 
نسعى لكل هذا بما فيه من إسراف وبعد عن تعاليم ديننا لنكسب ود الناس واحترامهم ... ولكننا لا نكسب الا خسارة وأي خسارة!
 
نخسر رضا الله الذي أنعم علينا بكل هذه النعم التي لم نحسن استعمالها... ولا ندرك رضا الناس.. وتلك غاية لا تدرك ... بل ولا يجلب ذلك الا حسد الحاسدين وغيرة ذي النفوس ضعيفة الايمان!
لم أرى يوما شخصا من مثل هؤلاء الا وامتدحه الناس امامه وذموه من بعد ذلك، أو تكلموا عنه بما يعيبه ... لأننا نفوس بشرية تغار وتتمنى ما لدى الاخرين فإن لم نحصل عليها تكلمنا عليهم بما يعيبهم لنظهر أننا الأفضل.

 
فبماذا عالج ديننا ذلك؟؟؟.... عالجه بالتواضع... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)) ...وفي تفسير يرفعه: يرفعه في الدنيا، ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة، ويرفعه الله عند الناس، ويجل مكانه.
أما عن هدفهم وسعيهم وراء الرقي فقد رأيت أولا ان ابحث عن معنى هذه الكلمة لعلي افهم الى ماذا يسعون، وبالفعل وجدت هذه الكلمات الجميلة على صفحة انترنت فرأيت أن أضعها لكم:

هل الرقي أن يسكن الانسان في فيلا و يركب سيارة آخر موديل و يحمل أغلى موبايل ؟
أن يرتدي ثيابا من ماركة عالمية لآخر موضات العصر و أن يرتاد أفضل المدارس و الجامعات؟
أن يتحدث بلغة عامية مدنية أو أن يقول hi وmerci وsee you؟
أن يكون من عائلة كبيرة و يتزوج شريكا من عائلة كبيرة و يقيم عرسا بعشرات الآلاف في أكبر الفنادق ؟
أن يتحدث بهدوء مصطنع و يتصرف برقة متكلفة و يتعامل بفوقية أو بتواضع استعراضي ؟
أن يستخدم كل وسائل التكنولوجيا الموجودة في الحياه ؟
أن و ان و ان .....

هل الرقي هو مفهوم سطحي لهذه الدرجة ؟

البعد العميق لمعنى كلمة الرقي يتمثل في كل ما هو انساني وحقيقي .
الرقي برأيي هو أن تكون صادقا مع نفسك و مع غيرك .
أن تكون محبا و مراعيا و محترما لمشاعر الآخرين .
أن تكون خلوقا و متوازنا و سويا في تعاملك مع الناس.
أن تكون إنسانا ذا عزة و كرامة ، و صاحب مبدأ و موقف .
أن تكون متواضعا و متقبلا لنواقص الغير.
أن تكون كريما و معطاء و مقدرا لما يقدمه الآخرون.
أن تعرف معنى الحدود و تحترمها.
أن تحاول دوما أن تكون انسانا أفضل،من عمق انساني و أخلاقي .
الى متى سيبقى تعريف الرقي تائها بين المستوى الاجتماعي و المستوى الأخلاقي و الانساني؟
و متى ترانا سنعي أن الرقي لم يكن يوما مرتبطا بالقصور و لن يكون كذلك أبدا ؟!
و اخيرا ان الرقي هو عنوان ديننا الاسلامي
 
فليس الرقي الحقيقي الا في اتباع تعاليم ديننا والسعي وراء مرضاة الله، وفي أعماق كل واحد منا نعلم ما يرضي الله عنا وما يغضبه، فتعالوا لنكون ذو ارادة قوية نفعل ما يرضيه حتى لو لم يعجب ذلك اولئك الذين لا ينتمون الى الاسلام بشيء وانما ولائهم لبلاد الكفر يريدون ان يوقعونا معهم.
 
أدعو الله ان يهديكم ويثبتكم ويجعلكم ممن يخافون الله و يتقونه في كل عمل أو قول.

وأستودعكم الله الى رسالة جديدة وحديث جديد في الشهر المقبل ان شاء الله

أختكم إيمان نيروخ


التعليقات

Jumana Khatib wrote in July 02, 2007 :

I would feel so happy to see people realizing the real meanings of what you're talking about. To add to your ideas, I have noticed during my visits to Amman especially at summer time that people in general are spending a lot of their time (actually all of it) on their looks and appearances. A lot of fancy wedding parties and celebrations are being held as if it's a contest. The main point I would like to add is that I wished (especially when I watched the fireworks, the dancing, and the overwhelming preparations for such occasions) to see someone who would remember muslims in other parts of the world who are being deprived of the basics of human needs because of a war or an ocupation or a natural disaster. So I would like us all to keep reminding ourselves always with those who are suffering while we are carlessly wasting our times, efforts, and money on worthless stuff. :)