عيد الفطر 2006

 

أحبتي في الله،


لكل منا قريب او صديق مغترب يزورنا في العام ليقضي الاجازة معنا، نعد الايام عدا لاستقباله و يأتي حاملا الهدايا والعطايا والابتسامة الحنونة، نستقبل المهنئين بوصوله ونقضي معه اياما جميلة ولا نشعر الا وقد اقترب الرحيل فنبدأ نهيأ أنفسنا لذلك باغتنام كل لحظة، حتى اذا ما مضى وجدنا في القلب حزنا وانكسارا، وعدنا ننتظر رجوعه من جديد .. منا من يتواصل معه طوال العام ومنا من يألف غيبته ويعود لأشغاله حتى يحين اللقاء مرة أخرى ...


فكيف اذا ما كان الضيف الغالي شهر رمضان .. وكيف اذا ما اجتمع شملنا مع الاهل والاصحاب لنستقبله معا...
وكيف اذا ما كانت الهدايا هدى ورحمة ومغفرة من الله تبارك وتعالى.. وكيف اذا ما ذقنا معه حلاوة المناجاة والدعاء والتضرع...
وكيف اذا ما كانت اللحظات الاخيرة منه عتق من النار! إذن ما أصعب الفراق!!

 

 

و على قدر ما يكون الفراق صعبا على قدر ما تكون الفرحة بأن رُزقنا رمضان ورُزقنا الصيام والقيام.

قال رسول الله صلى الله عليه ويلم: "إذا كانت آخر ليلة من رمضان غفر الله لهم جميعًا".
فقال رجل من القوم: هي ليلة القدر يا رسول الله.
 قال: "لا، ألم تر أن العمال يعملون فإذا فرغوا وفُّوا أجورهم".

فهنيئا لنا بمغفرة الله .. وهنيئا لنا بمباهاة الله ملائكته بنا.

 

 

ولكن ........

هل سننساه بعد حين فنعود الى أشغالنا مكتفين بما قدمناه في هذا الشهر؟؟

ان كان رمضان قد شد الرحيل فإن الله عزوجل يقبل الصيام والقيام في كل يوم من ايام العام و يستجيب الدعاء في كل لحظة صادقة. وان كان العيد بعد رمضان فان كل يوم لنا عيدا ما دمنا على عبادة الله قائمين.

جاء بعضهم الى احد العارفين فسلموا عليه وقالوا له: نريد أن نكلمك، فقال لهم: اليوم لنا عيد. فتركوه ثم جاؤوه يوما آخر فقال لهم مثل ذلك ثم جاؤوه يوما آخر فقال لهم مثل ذلك، فقالوا له: ما أكثر أعيادك! فقال لهم: يا بطالون، أما علمتم أن كل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد؟!

سئل الامام الشبلي - رحمه الله -: أيما أفضل رجب أو شعبان؟ فقال: كن ربانيا ولا تكن شعبانيا، كان النبي صلى الله عليه وسلم عمله ديمة.

قال ابن رجب: (من عمل طاعة من الطاعات وفرغ منها، فعلامة قبولها أن يصلها بطاعة أخرى، وعلامة ردها أن يعقب تلك الطاعة بمعصية، ما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحها! وأحسن منها الحسنة بعد الحسنة تتلها، وما أقبح السيئة بعد السيئة تمحقها وتعفوها، ذنب واحد بعد التوبة أقبح من سبعيــن ذنبــاً قبلهــا).

أحبتي...
تقبل الله طاعاتكم
وثبتكم عليها
وأعاد رمضان عليكم أعواما عديدة
وأنتم تنعمون بالعفو والعافية والمعافاة الدائمة
 في الدين والدنيا والأخرة

 

إيمان نيروخ