مشاركة من سنا السالم - كظم الغيظ

 


كظم الغيظ معناه: دفن ثورة الغضب، فإذا ثارت ثائرة الغضب فعلى الإنسان أن يقتل هذه الثورة وأن يدفنها في نفسه
وهذا هو معنى كظم الغيظ.

النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:
"المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم".
أخرجه "الترمذي" في سننه

والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال له رجل: يا رسول الله أوصني. قال: "لا تغضب". قال: زدنى. قال: "لا تغضب". قال: زدنى. قال: "لا تغضب". فقال الرجل: ففكرت في وصية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإذا الشر كله كامن في الغضب، ورأيت الرجل إذا غضب لعِبت به الشياطين.

ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: "ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".
فالإسلامُ يدعوك إلى أن تخالط الناس وأن تعاشر الناس وإلى أن تحافظ على هذه العِشرة ولا تفرط فيها بسهوله، فلا تغضب على شخص إذا قال فيك قولاً، ولا تغضب على شخصٍ إذا أذاك بفعل، بل تدرع وتجمل بالصبر وكظم الغيظ فإن الله تبارك وتعالى جعل كظم الغيظ من صفات المُتقين أهل الجنة، فمن كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنفِذه دعاه الله على رؤوس الخلائقِ يوم القيامة حتى يُخيره من الحور العين ما شاء "من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين، يزوجه منها ما شاء".

فى حديث اخر رواه احمد والترمذى :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذا غضب احدكم، وهو قائم
فليجلس ،فان ذهب عنه الغضب، والا فليضجع وسنده صحيح

قال الله تعالى (وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين ،الذين
ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين
)(ال عمران)

دلت الايه على ان الكاظمين من المتقين، وان مغفرة ربهم تنالهم وجنته اعدت لهم، فما افضل هذا الجزاء،
يروى ان رجلا من جفاة الاعراب قال لعمر رضى الله عنه: والله ما تقضى بالعدل ولا تعطى الجزل،
فغضب عمر حتى عرف ذلك فى وجهه، فقال له رجل: ياامير المؤمنين الم تسمع قول الله تعالى:
"خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" (الاعراف:199)
ان هذا من الجاهلين، فسكن عمر رضى الله عنه وعفا عنه