الشهيد

 

عاد من عمله متجهم الوجه مقطب الجبين، فتحت له امرأته الباب فلم يسلم عليها و لم يكلمها، لم يغير ملابس العمل كعادته كل يوم، جلس في زاوية و وضع يده على رأسه و راح يتأفف، قدمت له زوجته الطعام فلم يأكل و قال : أعيدي الطعام إلى مكانه فلن آكل شيئاً

سألته : ما بك ؟!

قال في انفعال : لا شيء.. لا شيء..

قالت أرجوك أخبرني فلعلي أستطيع مساعدتك..

قال : قلت لكِ لا شيء..فدعيني و شأني..

تلطفت معه أكثر و قالت : أنا زوجتك و صاحبة سرك ، فلمن تبث همك إذا لم تبثه لزوجتك ؟

تشجع و قال : و بماذا تستطيعين مساعدتي ؟

قالت أساعدك بحياتي لو أردت ، و هل عندي من هو أغلى منك ؟ فقط قل لي ما الذي أزعجك ؟

قال : قانون أصدرته الحكومة هو الذي أزعجني..

قالت : و ما دخلك أنت بقوانين الحكومة ؟!

قال : القانون يقول : يحكم بالإعدام على كل رجل لا يتزوج على زوجته..

قالت : و هل يزعجك يا حبيبي أن تموت شهيداً ؟!!!..