فكيف يضيع مثلي؟!

 

يحكى أن "ابن باشاد النحوي" كان يوماً على سطح جامع مصر وهو يأكل شيئاً وعنده ناس،
فحضرهم قط، فقدَّموا له لقمة فأخذها في فيه وغاب عنهم ثم عاد إليهم، فرموا له شيئاً آخر ففعل كذلك،

وتردد مراراً وهم يرمون له وهو يأخذه ويغيب، ثم يعود من فوره،

حتى عجبوا منه، وعلموا أن مثل هذا الطعام لا يأكله وحده لكثرته،

فلما استرابوا حاله تبعوه، فوجدوه يرقى إلى حائط في سطح الجامع،

ثم ينزل إلى موضع خال خرب، وفيه قط آخر أعمى،
وكل ما يأخذه من الطعام يحمله إلى ذلك القط ويضعه بين يديه وهو يأكله،
فعجبوا من تلك الحال.


فقال "ابن باشاد": إذا كان هذا حيواناً أخرس قد سخر الله له هذا القط وهو يقوم بكفايته ولم يحرمه الرزق،
فكيف يضيع مثلي؟!